نمبربوك من برنامج خدمه الى أداة انتقام - جريدة الاقتصاديه

تحوّل برنامج دفتر الأرقام ''numberbook'' من وسيلة تقنية تسهل على الأشخاص معرفة المتصلين غير المسجلين في دفتر عناوين الهاتف إلى أداة لتعقب الأشخاص وإزعاجهم والانتقام منهم أحياناً.

وطالب متخصصون بالاتصالات وتقنية المعلومات ومواطنون هيئة الاتصالات والجهات ذات العلاقة بحجب البرنامج.

وقال الدكتور عوض العساف نائب محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات سابقاً المحامي المختص بقطاع الاتصالات هيئة الاتصالات والجهات المعنية بإيقاف البرنامج لما يُلحقه من أذى وضرر للآخرين إثر الإساءة لهم عبر المسميّات والأوصاف غير اللائقة التي تسجل بها أرقامهم.

وقال العسّاف لـ''الاقتصادية'' إن نظام الاتصالات يعاقب الشخص المسيء استخدام التقنية وقد تصل العقوبة إلى الغرامة المالية، مبيناً أن على الأشخاص المتضررين طلب الحماية من الجهات المختصة وإيقاع العقوبات على من أساء إليهم، وقال ''على شركات الاتصالات وهيئة الاتصالات توعية المشتركين والتحذير من استغلال مثل هذه البرامج للإساءة للآخرين وتوعيتهم بما لهم وما عليهم من حقوق''، وطالب العسّاف هيئة الاتصالات بوقف البرنامج، مؤكداً أنه لم يقدم خدمة لمستخدميه، بل لم يأت منه سوى أذية الناس وضررهم.

وقال عبدالرحمن السُلمي المتخصص في تقنية المعلومات إن هذا النوع من البرامج قد يكون وسيلة لإيذاء شخص أو الانتقام من شخص من خلال تسجيل رقمه في البرنامج باسم أو وصف مسيء، وهذا الأمر قد يكون له تأثير سيء على الشخص الآخر، مشيراً إلى أن كثيرا من مستخدمي هذه البرامج يثقون بما تظهره نتائج بحثهم من نتائج، وهذه النتائج قد تبنى عليها قرارات أو انطباعات قد تكون خاطئة، واعتبر السلمي أن سبب وصف هذه المعلومات التي يظهرها البرنامج بأنها غير موثوقة, لأن من يقوم بإدخالها ابتداء هو المستخدم العادي.

وأكدت هند الأحمدي المتعاملة مع البرنامج أن ضرر البرنامج بات خطيرا جدا، خاصة في الأوساط النسائية، مشيرة إلى أن مشاكل عدة نتجت عنه، حيث بات أداة سهلة بيد ضعاف النفوس، وصل الأمر ببعضهم إلى الانتقام من الشخص بتسجيل رقمه بوصف غير لائق يحمل قذفاً أو عنصرية أو تندراً بمستخدم الرقم.

وقالت أم وسن وهي مديرة مدرسة إن الوضع بات مؤلماً وأصبح البرنامج أداة إساءة وتجريح للبعض، وذكرت أنها بالبحث عن اسمها المسجل به رقمها وجدت أن البعض- وتعتقد (حسب قولها) أنهن معلمات- سجلن رقمها بأسماء لا تليق بها مثل ''المتسلطة''، ''وأم شوشة''، وقالت من المفترض أن تكون المعلمات قدوة للأخريات كونهن مربيات أجيال، ولكن هي الفكرة السائدة لدى الأغلبية: إن كان الشخص لا يرغب في الآخر يمنح نفسه الحق بوصفه بصفات لا تليق عند حفظ الأرقام في هاتفه الشخصي.

وقال محمد الردادي ''كنت أبحث في البرنامج عن الأسماء المسجل بها رقم زوجتي حتى فوجئت بأسماء مسيئة لها ولمجتمعها العائلي، وأضاف أن زوجته اجتماعية ولديها نشاطات تجارية وربما حسد الآخرين إياها هو ما دفعهم لتسميتها بتلك المسميات، وشدد على أن البرنامج له تأثير سلبي حتى إن كان مستخدمه لا يؤمن بمصداقية الأسماء والأوصاف المسيئة للآخرين به، ولكنه قد يدخل الشك إلى نفسه حتى إن كان ذلك بنسبة ضئيلة، وقال ''البرنامج إن لم يتم حجبه فقد يتسبب في انهيار حياة زوجية، الطرف المتضرر بها قد يكون بريئا مما وصف به بفعل انتقام شخص آخر وقد يسيء لبعض الفتيات في مجتمعاتهن''.