إظهار / إخفاء الإعلانات 
عدد الضغطات : 0
إظهار / إخفاء الإعلانات 
عدد الضغطات : 0 عدد الضغطات : 2,465 عدد الضغطات : 2,636


◄ ملتقى الحوار الهادف ► يختص بالنقاش الهادف والمفيد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-May-2014, 01:05 AM   #1
عضو فعال


الصورة الرمزية الورّاق
الورّاق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3217
 تاريخ التسجيل :  Apr 2013
 أخر زيارة : 06-Nov-2015 (12:41 PM)
 المشاركات : 31 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي النظرية العقلية الأخلاقية






التجاهل يؤدي إلى الجهل ، والتجاهل يعني عدم الرغبة بالمعرفة ، وعدم الرغبة بها بحد ذاته استكبارٌ على الحقيقة وعلى الآخرين ، ومن هنا نفهم العلاقة بين التكبر والغباء و الجهل و سوء النية وضعف المنطق وحب التسلط وتضخيم الأنا .. إذن الاختيار بين النجدين هو المسؤول عن الذكاء والغباء ، وليست محددات جينية أو غير جينية ..



إنسانٌ تكبَّرَ .. واحتقرَ .. و نأى بجانبه .. فأصبح لا يعرف الواقع ، {قالوا قلوبنا غلف} {لا نفقه كثيراً مما تقول} {قست قلوبهم فهي كالحجارة} {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} {وفي آذانهم وقر} {عتل بعد ذلك زنيم} ، أي أن التفاهم معه صعب ، و كل ما سبق هي صفات للضعف العقلي والجهل وقلة الحكمة .. سببها عدم اختيار الخير كخط حياة مقابل المصلحة المادية المؤدية للشر والجهل إذا اختيرت وحدها .. قال تعالى {وأعرض عن الجاهلين} ، لماذا الجهل أصبح صفة سيئة؟ لأنه يشير إلى عدم اهتمامهم أصلاً بأن يعرفوا ، فأصبحوا جاهلين ..




التكبر لا يؤدي إلى علم بل يؤدي إلى جهل ، لهذا سمى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن هشام بأبي جهل؛ لتكبـّره ، فالتكبر يفضي إلى حمق السلوك و ضعف التصور وعدم الواقعية ، لأنه بطر للحق، أي رفضه ، والعقل السليم يـُبنى على الحقائق كلها دون انتقاء ..




الجهل البريء هو لعدم وجود ظروف متاحة للمعرفة ، لكن الجهل الاختياري هو بتجاهل المعرفة و عدم الرغبة فيها اختياراً ، والتقليل من شأنها تبعاً لهوى النفس ، وهكذا التعصب ينتج جهلاً و ليس العكس ..

كل المساوئ العقلية تنتجها المساوئ الأخلاقية .. إنسان ساء خلقه فأصبح غبياً وجاهلاً وغير منطقي وغير دقيق ، أي : ساء خلقه فساء عقله .. و سوء الخلق مرتبط بالاختيار ، فالاختيار الحقيقي ينتج عقلاً حقيقيا .. والاختيار الصناعي غير الأخلاقي ينتج عقلاً مزيفاً وغير قادر على مواجهة العقل الحقيقي ، ولا دخل للبيولوجيا ولا عمل الدماغ ..




بيدك إذن أن تصبح ذكياً أو غبياً ، جاهلاً أو متعلماً ، حكيماً أو أحمقاً {يؤتي الحكمة من يشاء} .. الخير يقود إلى العقل السليم وليس العكس ، والعقل السليم في الاختيار الأخلاقي السليم وليس في الجسم السليم كما يقولون! بل إن الجسم السليم أيضاً مع الاختيار السليم ، لأن الصحة مع الحكمة ، والمرض بشكل عام مع الحمق في تقارب .. لهذا سموا الطبيب حكيماً ..




إنها النظرية العقلية الأخلاقية لتفسير القدرات العقلية و تفاوتها بين الناس والآراء و صواب الرأي والحكمة ، والحكمة دائماً ملازمة لذوي الأخلاق العالية .. وكذلك العلم الحقيقي .. وإلا فكيف يتوعد الله الجاهلين؟ ألا يـُعذرون بجهلهم؟ إنه الجهل المقصود لذاته، وليس الخارج عن الإرادة .. قال تعالى: {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية} ، أي أن الحمية هي من أنتج الجهل ، و ليست العزلة هي التي تنتج التعصب ، بدليل وجود متعصبين متطرفين في أكثر البيئات انفتاحاً على العالم ، ووجود عقول منفتحة في أكثر البيئات انغلاقاً .. وهذا يشير إلى الاختيار و أنه سبب عدم تطابق البشر على شيء واحد .. حتى لو كانوا في نفس البيئة ..




من لا تهمه الحقيقة هو غير مهتم بالخير ، لأن الحقيقة تعني وضع الامور في نصابها و انصاف المظلوم ، واعطاء من يستحق ما يستحق .. إذن أساس كل شيء جميل في الإنسان هو أن يحب الحق و الخير والجمال كخيار وحيد ، سيدفعه هذا الحب للتقدم والتطور شيئاً فشيئاً إلى أن يجد ضالته ويعرف ربه وجدوى وجوده، و من بحث عن شيء وهو جاد طول عمره فسوف يجده .. كما قال أبو العتاهية :



وإن امرؤ قد سار خمسين حجة .. إلى منهلٍ ، من وِرده لقريب




الخير يوصل إلى الحكمة وإلى العقل المحكم وإلى الله .. وليس العقل ولا المعرفة ولا الثقافة هي التي تأتي بالخير لك ، بل العكس تماماً هو الصحيح .. طلبك الخير هو الذي يجعلك عاقلاً حكيماً وعارفاً .. وكثرة الثقافة و القراءة ليست شرطاً أن تنتج حكمة ، بل في كثير من الأحيان تنتج جهلاً و غسيل دماغ وتعصباً لما قـُرِئ ..




الله وصف الكفار المعاندين بالجهل وضعف العقل {قوم لا يعقلون} ، ولم يعذرهم رغم ذلك ، لأن جهلهم وعدم عقلانيتهم نتيجة وليست سبباً ، نتيجة سوء أخلاقهم وليست سبباً في رفضهم ، والحساب دائماً على الأسباب والأخلاق وليس على النتائج ، وعلى النيات وليس على الأفعال ..




وحبنا للإنسان العاقل والمتفهم والمتنور ليس لأجل تلك الصفات بحد ذاتها ، بل لأجل الدافع الخيّر وراءها في ذلك الشخص و احترامه له ، وإلا لأحببناها ولم نحبه .. فالذكي البارع في المكائد والشر لا يـُحب ولا يـُحترم رغم ذكائه وبراعته!!

الاختيار الخيـّر لا يدع صاحبه حتى يضعه في أرقى المراتب ، حتى لو كانت خبراته قليلة .. وعدم اختيار الخير كخط حياة لا يزال بصاحبه حتى ينزله إلى أدنى الدرجات ، ويفضح عقله حتى لو كان مليئاً بالإمكانات والمؤهلات ، فالاختيار يـَفضح و يـُنجح ..
ليس المهم هو العلم ، بل الأهم هو القصد من ذلك العلم ، و كل إناء بما فيه ينضح ..



 
 توقيع : الورّاق



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الجميع الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 4
, , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Supported By Noc-Host
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010