![]() |
#1 |
عضو متألق
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
خلال العقود الماضية قامت مؤسسات التعليم على مستوى العالم بدور حيوي في نقل واقع المجتمعات من مجتمعات أمية إلى شعوب متعلمة وكانت لبعض تلك المؤسسات دور رائد ومن أبرز تلك الدول كوريا الجنوبية والتي كانت نسبة أميتها في العام 1950م قرابة 78% واليوم تعد ضمن الاقتصادات المتقدمة ومنتجاتها منافسة في مختلف أسواق العالم.
السؤال الآن وبعد أن نجحت مؤسسات التعليم في تغيير أمية المجتمعات. ما هي ضريبة استمرار اقتصاد دورها على تقديم المعارف والعلوم الحديثة في أفضل الأحوال؟ فيما مضى وبوضح شديد كانت أبرز الأفكار الإبداعية التي غيرت مجرى العالم صادرة من خارج مؤسسات التعليم بل والعديد من الرواد المبدعين لم يتموا تعليمهم وكان دور مؤسسات التعليم تقديم المعارف لمرتاديها من الطلبة ليعملوا لدى المبدعين وكان مثل هذا الواقع يسير بشكل ملائم إذ إن الحاجة إلى الأفكار الإبداعية كانت محدودة وتنافسيات الاقتصادات محدودة كذلك وخيار قيادة الأقلية المبدعة من الرواد للأغلبية المنتجة مقبولا اقتصادياً ولكن ماذا عن العصر الحاضر؟ خلال السنوات الماضية ظهر عدد كبير من المؤشرات التي تقيس معدلات الإبداع على مستوى الدول وكذلك على مستوى المدن والقيادات التنفيذية أيضاً ومختلف مناحي الحياة، إذ إن العالم ومنذ ظهور الإنترنت بدأت التحولات في مسيرة الحياة الإنسانية تسير بوتيرة تغيير أكبر، ومنذ ابتكار الأجهزة الذكية باتت الرغبة في الإبداع والتجديد تسير بسرعة عالية داخل الشركات ذاتها والتنافسية عالية بين الشركات وهو ما يعني انتفاء الحاجة إلى الأقلية المبدعة والحاجة الماسة إلى مجتمعات مبدعة قادرة على التفكير بنمط مختلف لحل الأزمات التي تستجد بشكل مستمر، ولم يعد مطلوبا حتى على مستوى القيادات التنفيذية أن تكون لديها رؤية وقدرة على القيادة فقط إذ إن وبحسب دراسات حديثة أن القدرة على الإبداع ستشكل نسبتها أكثر من 60% من صفات القيادات التنفيذية المطلوبة خلال السنوات الخمس القادمة وهو ما يعني أهمية تبني مؤسسات التعليم دورا حديثا في تنمية الإبداع لدى الأجيال وإضافة مقررات تعنى بذلك لتمكين الطلاب من الاستفادة من قدراتهم الإبداعية وتعزيز التفكير الناقد لديهم في ظل عالم باتت سرعة التغيير فيه سريعة جداً ويمكن قراءة التنبؤات التي طرحها إريك شميت رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة جوجل في كتابه العصر الرقمي الجديد كمؤشر للتغيرات المستقبلية والتي منها ارتفاع سرعة الحواسيب إلى 64 ضعف السرعة المتوفرة في العام 2013م خلال عقد واحد تقريباً. هذا فيما يعني بضرورة تنمية الإبداع لكن ماذا عن أهمية تعليم الثقافة في مؤسسات التعليم؟ ظهر مؤخراً اهتمام كبير بالاقتصاد الثقافي على مستوى العالم بفروعه المختلفة على مستوى حركة التأليف والنشر وكذلك المسرح والفنون وظهر العديد من المؤشرات التي تهدف إلى قياس أثره في اقتصادات الدول وأثر ذلك واضح على الاقتصاد الألماني والذي يحقق 125 مليار يورو سنويا وكذلك الاقتصاد البريطاني والذي يحقق فيه الاقتصاد الثقافي ما يعادل 8 ملايين جنيه إسترليني في الساعة الواحدة. أي أننا وحتى ننجح في تأسيس اقتصاد ثقافي سعودي منتج لابد من تعزيز الثقافة في مؤسسات التعليم ليس فقط من خلال أنشطة لاصفية بل بتعزيز قدرات الأجيال على مستوى الثقافة والإبداع وعندها ستتحقق للأجيال فرص عمل واعدة وسيعد ذلك نجاحا وطنيا كبيرا سينعكس على الأجيال وفرص المنافسة العالمية. |
![]() ![]() ![]() ![]() لاتامن الدنيا ترى وضعها شين ماعاد به دنيا صحيح بدنها لا صاروا العقال مثل المجانين واصبح ردي العرف يامر وينهي ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
|
|