10-Oct-2014, 08:40 PM | #1 |
عضو متألق
|
مكارم الأخلاق
جاءت رسالة الإسلام للناس أجمعين، وهي رسالة خالدة ترفع الإنسان من نير الظلم والعبودية إلى آفاق العدل والحرية. أتت هذه الرسالة لتتم مكارم الأخلاق، وتدعو الناس كافة إلى المسابقة في الخير، والمسارعة إلى أعمال البر. ومكارم الأخلاق هي جزء أساسي من الجمال المعنوي الذي يتميز بالشفافية والروح العالية والإنسانية الحقة في الإسلام. فمكارم الأخلاق تسعى إلى تحقيق الأفضل والأحسن وتجاوز الحقد والكراهية، والمجادلة بالتي هي أحسن. وتوضح الآيات الكريمة التالية بعض الملامح الشفافة لمكارم الأخلاق في الإسلام:
(وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) البقرة/237 (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) النور/22 (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) البقرة/229 (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) النساء/86 (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) الأنعام/152 (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل/125 (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت/34 ومن مكارم الأخلاق الإحسان، وهو أن تراقب الله في كل أعمالك. وقد علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته (الإحسان) وذلك إلى جانب تعليمها الإسلام والإيمان، كما أمرها أن تحسن العمل، وأن تراقب الله دائماً، لأن الله يعلم السر وأخفى، ويرى كل عمل يقوم به الإنسان. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله أيضاً: "إن الله كتب عليكم الإحسان في كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليستحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" رواه مسلم. وهذا يدل على أن الإحسان – وهو من مكارم الأخلاق – يحض على الرحمة والشفقة حتى على الحيوان. ويبدو أن الإحسان – بمفهومه الإسلامي الشفاف- لم يتحقق في الحضارة الحديثة التي تعذب الإنسان والحيوان بشكل وحشي بشع. إن قراءة هذه المبادئ الرائعة في مكارم الأخلاق تدل على عظمة الإسلام، وصلاحيته في كل زمان ومكان. ولقد أثبت التاريخ أن المسلمين هم أكثر الشعوب رحمة وعدلاً في الحرب والسلم. أما غير المسلمين فيكفي أن نذكر مذبحة دير ياسين في فلسطين، وغيرها من المذابح التي ارتكبها الصهاينة والنصارى ضد العرب والمسلمين. فالناظر إلى الحضارة الحديثة يراها حضارة تقنية باطشة، تفتقد أبسط مبادئ الرحمة ومكارم الأخلاق. إنها وللأسف تقوم على مبادئ القوة والغطرسة والبطش، ويكفي ما نراه في فلسطين أو ما رأيناه في أفغانستان وفي دول البلقان. وما أجمل أن نذكر ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله: (المؤمن إن قدر عدل وأحسن، وإن ظُلم وقُهر صبر واحتسب) – لنعرف عظمة الإسلام وقيامه على العدل والرحمة، والصبر والإحسان.. في كل زمان ومكان |
لاتامن الدنيا ترى وضعها شين ماعاد به دنيا صحيح بدنها لا صاروا العقال مثل المجانين واصبح ردي العرف يامر وينهي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 1 | |
|
|