سعود الفيصل: أوباما انحنى للملك عبدالله لأنه من ثقافة تحترم الأكبر سناً

العرب تعلموا خلال 60 عاماً أن لا يعولوا على التوصل لاتفاق مع إسرائيل

سعود الفيصل: أوباما انحنى للملك عبدالله لأنه من ثقافة تحترم الأكبر سناً

أيمن حسن (سبق) الترجمة:

قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن على الولايات المتحدة أن توقف المساعدات المقدمة لإسرائيل طالما ظلت مصرة على احتلال الأراضي الفلسطينية، فالولايات المتحدة تشارك في المسئولية، موضحا أن العرب ليس لديهم إلا السلام وتطبيع العلاقات ليقدموه لإسرائيل، ولن يحدث هذا حتى تعود الأراضي المحتلة وهذا هو الدرس الذي تعلمه العرب بعد 60 عاماً من الخبرة مع إسرائيل. وحول ما أثير في واشنطن حول صورة ظهر فيها أوباما وهو ينحني أمام الملك عبدالله، حينما قابله أول مرة في لندن قال الفيصل:" نعم لقد انحنى، ولكن تذكر أنه ( أوباما ) قادم من ثقافة تحترم كبار السن، ولا يحط من قدر الشخص أو يهينه أن ينحني لشخص آخر، وأعتقد أن هؤلاء الذين جعلوا منها مشكلة عليهم أن يتبنوا مثل هذا السلوك الطيب ".
وجاءت تصريحات سمو الأمير سعود الفيصل في مقابلة مع مجلة "نيوزويك " الأمريكية تنشر في عدد 15 يونيو الجاري .." سبق " تنشر نص المقابلة كاملاً .
* لقد عاصرت رؤساء للولايات المتحدة بذلوا وعوداً بالسلام وذهبوا، فهل الأمر مختلف بالنسبة لأوباما ؟
- لم نجرب أوباما فيما يخص هذا الأمر لكن الرجل أظهر الإخلاص في حديثه، والناس خرجوا بانطباعات مختلفة عن خطابه، وبالنسبة لي كان الخطاب إيجابياًً ومتوازناًً وشاملاًً، وفى أجزاء كثيرة منه كان يحمل لمسة شخصية لأوباما، لقد أختار أوباما النغمة الصحيحة لخطابه منذ اللحظة التي حيا فيها الناس " السلام عليكم" ونهاية بايراد آيات من القرآن الكريم.
* الرئيس أوباما يجيد إضفاء مناخ محبب لسامعيه.
- لكن الأمر الأساسي هو أن الولايات المتحدة تغير سياستها، ولم تعد أمريكا كما كانت، فأوباما تحدث عن التواضع لا القوة، والديمقراطية – التي ترغب فيها الولايات المتحدة ،لكنها لن تفرضها على العالم، إن كان أوباما يبحث عن هذا التحول في رؤيته للأمور فأعتقد أن رؤيته وصلت لجمهوره في العالم العربي والإسلامي.
- هل يطلب الناس يطلبون تصريحات عملية ملموسة؟.
نحن قلنا هذا لأوباما هنا في السعودية قبل أن يلقى خطابه، لكن لم نتوقع أن يكون أوباما محدداً جداً في خطابه، فقد أطلق على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية " غير شرعية " وهذا أكثر أهمية وأقوى من " غير قانونية " والتي كانت تتردد دائماً، وكان يمكن أن يفعل المزيد فيما يخص الأسلحة النووية لأن مشكلة الانتشار النووي لن تحل نفسها.
* الآن وبعدما ظهر أوباما صارماً في معارضته للمستوطنات، كيف سيتصرف العرب؟
- خطاب أوباما خطوة واحدة، لكنها يجب أن تترجم إلى أفعال، لقد تعلم العرب من خبرة 60 عاماً مع إسرائيل، أن لا يعولوا على التوصل إلى أتفاق مع إسرائيل، بقدر ما يعولوا على تنفيذ الاتفاق.
* الآن هناك رئيس أمريكي يتفهم مواقفكم، فما الذي تتوقع أن يفعله في سبيل الضغط على إسرائيل؟
- تملك الولايات المتحدة الأدوات التي تمكنها من إقناع إسرائيل بالعمل من أجل التسوية السلمية، فعلى الولايات المتحدة أن تخبر الإسرائيليين، انه إذا كانت ستساعدهم فيجب عليهم أن يكونوا عقلانيين ويقدموا تنازلات مقبولة.
*هل يجب على الولايات المتحدة قطع المساعدات عن إسرائيل إن لم ترضخ للضغوط الأمريكية ؟
- ولما لا ؟ إذا كنت تقدم الدعم لمن يحتل أرض الغير دون تمييز فأنت تتحمل بعض المسئولية.
* لو كنت أنا مكان أوباما أستمع لهذه المحادثة فسوف أصاب بالإحباط، من ناحية هناك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لا يريد أن يتزحزح عن موقفه، وها أنت تقول " نحن قدمنا عرضنا، إما أن تقبله أو ترفضه ؟
-ما الذى نستطيع تقديمه أكثر من ذلك؟ فالأرض المحتلة في يد إسرائيل، ولا نملك أي شئ نقدمه لإسرائيل سوى التطبيع، وإذا قمنا بذلك قبل استعادة الأراضي العربية المحتلة، سنكون قد قدمنا الورقة الوحيدة بين أيدي الدول العربية.
* عندما تحدث اوباما عن التزامه بالحرية الدينية وحقوق المرأة، فهل كان يشير في ذلك للسعودية ؟
- لا مانع لدينا من الحديث في هذه الأمور، فنحن نمضى قدماًً فى عملية الإصلاح وبشكل مؤثر، وفى الحقيقة أوباما ذكر السعودية بأمر إيجابي تماماً عندما تحدث عن تبنى جلالة الملك عبدالله لحوار الأديان.
* ثار جدل كبير في واشنطن فيما يخص الصورة التي ظهر فيها أوباما وهو ينحنى أمام الملك عبدالله، حينما قابله أول مرة؟
- نعم لقد انحنى، ولكن تذكر أنه ( أوباما ) قادم من ثقافة تحترم كبار السن، ولا يحط من قدر الشخص أو يهينه أن يحنى لشخص آخر، وأعتقد أن هؤلاء الذين جعلوا منها مشكلة عليهم أن يتبنوا مثل هذا السلوك الطيب.

</SPAN>