25-May-2015, 12:23 PM | #1 |
عضو متألق
|
الوعي الشعبي أمام مد داعش الصفوي!
مرة أخرى تتكشف حقائق الجماعات الإرهابية ضد المملكة، وأمنها، ومواطنيها بلا استثناء، وتبرز متغيرات جديدة لكل عملية إرهابية عن الأخرى، ونواجه في كل تلك التفاصيل تحديات، وصعوبات، وهذا كله عشناه وتعايشناه في ظروف إرهابية سابقة ضربت الوطن في مواقع عدة من دون النظر إلى جغرافيته، أو تكوينه، أو حتى عدد ساكنيه، ولكن الذي اختلف في حادثة تفجير القديح هو الوعي الشعبي -الذي لا أقول فاجأ الجميع- ولكنه كسب احترام الجميع حين كان الخطاب وطنياً بامتياز ضد الطائفية البغيضة، والتصدي لكل من حاول زرع الفتنة، أو شق الصف.. وكان مستشفى القطيف المركزي شاهداً على اللحمة الوطنية حين تبادل السني والشيعي زيارات المصابين والاطمئنان عليهم، وكذلك التبرع بدمائهم، وأكثر من ذلك حين وقف الوطن بأكمله مستنكراً، ومندّداً بالجريمة، ومكانها، وتوقيتها.
هذا الوعي هو حائط الصد الذي سنراهن عليه، ونحتمي به، ونلجأ إليه، وتحديداً حين يكون الوطن مستهدفاً من جماعات ظلامية مأفونة، ومهما حاولنا أن نختبر هذا الوعي، أو نستفزه، أو حتى التشكيك في مصادره، ورؤيته فقد فات على الإرهابيين ومن يقف خلفهم أن المواطن -سنياً أو شيعياً- هو أول من يدافع عن وطنه، ويضحّي في سبيله الكثير دفاعاً عن مقدساته، وأمنه واستقراره، ولذا كانت ردة الفعل الأولى تجاه الحادث الإجرامي صفعة لكل من خطّط، ونفّذ، وموّل هذه العملية، وأيضاً رسالة لمن يحاول أن يسلك هذا الطريق من المغرّر بهم أن الوطن لا تفرّقه طائفية عفنة، ولا يلتفت مواطنوه إلى نشاز وسلوك دعاتها خارج الوطن. وهذا ما أردت أن أصل إليه من كل ما تقدم من أن إيران، والمد الصفوي تحديداً يحاول أن يمارس لعبته القذرة في تصدير الطائفية، وتقسيم الأوطان، ونشر الفوضى، والقتل على الهوية، وتفجير المساجد والكنائس، ولا شك أن الدماء التي سالت -ومازالت- ظلماً وعدواناً في العراق وسورية وليبيا واليمن هي خير دليل على خطر هذا المد، وأهدافه البعيدة التي يرسمها للمنطقة بتوسيع نفوذه وسيطرته على مفاصل جغرافية مهمة من الجسد العربي الهزيل.. ولذا تفاجأ الصفويون بقوة تلاحم أبناء هذا الوطن، وترابطهم، ووعيهم بمسؤولياتهم الوطنية تجاه الوقوف صفاً واحداً أمام كل عابث بالأمن والاستقرار، ومثير للفتنة أياً كان موقعه، ومكانته.. المد الصفوي وحلفاؤه في المنطقة صنعوا "داعش" وباركتها استخبارات دولية لتحقيق مصالحها، والضغط على الدول العربية والإسلامية لاستنزاف مقدراتها، وتشتيت جهودها، وهذا المد المتغلغل في المنطقة لم يواجه المملكة تقليدياً، وإنما وظّف أدواته، وأفكاره، ومرّرها على سفهاء مراهقين لتنفيذها بحجج واهية لا تمت للإسلام بصلة، ولا يمكن لعاقل رشيد أن يرضى بالقتل والتدمير لحضارة وفكر الإنسان.. ولذا علينا أن نكون أكثر وعْياً لخطر هذا المد وأبعاده، وأن نحمي وطننا بهذا الوعي الذي هو أنجع سلاح للمواجهة، وتفويت الفرص، والخروج بأقل الخسائر.. هذا الوعي الذي أثبتت المواقف والأحداث الجسام أنه كان حاضراً، وواثقاً بقيادته، ورجال أمنه، ومستقبل بلاده، ومدافعاً عن ثوابته، ومنفتحاً على متغيّرات عالمه، وهو الوعي الذي قطع الطريق على الصفويين، وآلة حربهم داعش، والمجندين عن جهل وسوء تدبير من بعض أبناء وطننا؛ حيث تركوهم لمصير مجهول، ونهاية حمقاء، وهو ما حذّرنا منه -ومانزال- من أن الإرهاب خرج من مفاهيمه المتشددة دينياً وتحوّل إلى مشروع سياسي بامتياز بحثاً عن مكاسب ونفوذ للمد الصفوي الذي هو أول المستفيدين من إثارة الفتنة، ولكنه سيبقى حالماً واهماً أن ينال من وطنٍ شعبه واعٍ، ومدرك لما يحاط به.. وهذا هو الأهم. |
لاتامن الدنيا ترى وضعها شين ماعاد به دنيا صحيح بدنها لا صاروا العقال مثل المجانين واصبح ردي العرف يامر وينهي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 2 | |
, |
|
|