العنصرية القبلية تحت عباءة المشيخة الوهمية

لن أتحدث عن تفجير مسجد قوة الطواريء في عسير !، ولن أتحدث عن قتل الطفل الفلسطيني من متطرفي اليهود، ولن أتحدث عن هدم مسجد السنة الوحيد في طهران ،لن أتحدث عن حرب الكرامة والحزم ورد الاعتبار وإعادة الأمل التي تقودها دولتي ؛ولكن سأتحدث عن مواطن سعودي مسلم تزوج بفتاة سعودية مسلمة وتحققت أركان الزواج حسب الشريعة الإسلامية ، وعقد قرانه بفرحة العائلتين ، اقترب موعد الزواج ، فخرجت قلة من الأعراب بعادات لايعرفها الدين؛ بل إن العرب في تقاليدها تنكرها _بعد وقوع الزواج_، فأخذت هذه القلة دور رسول إبليس للإنس في التخبيب وطلاق الزوجين ،وجعلوا من ذلك شيمة ووقار وعزة وافتخار ومروءة وشجاعة . وقف شعب بأكمله والعالم ينظر ولايكاد أن يصدق أن يصل لهذا الأمر في أن يصبح حديث الساعة ،ويكون له ((وسم)) في تويتر وتصل التغريدات به إلي الآلاف ؛ليجد العدو ضالته ، فمنهم من يضع أن ذلك نتيجة دينهم وعقيدتهم ،ومنهم من يقول لاحقوق إنسان يعرفونها فهذا نتاج طبيعي ،ومنهم من يحرض على الدولة والعلماء . وفئة أتاها الله العقل والمنطق ، فتحسرت على شعبها وما وصلوا إليه من همجية ، كيف لا؟!ودماء مسجد عسير لم تجف ؟ كيف لا؟ ! وجنود وطني في كل يوم لنا شهيد في معركتنا في تطهير اليمن ،ونحن نحمل هم أمة تعقد علينا العزم ،في أن نعيد للأمة اعتبارها . تطور الموضوع بسبب فتنة أهل النفاق وخبث السريرة ؛ليصبح موضوع كرامة وقبيلة ومساءلة حياة أو موت ،لا والله بل أن بعضهم وضعها مساءلة جنة أو نار !،قذفت الأعراض وسبت الانساب ،وبلاء أدمع العين والقلب ،وصلت للتعرض لرب العزة والجلال _تعالي في علاه_ ، اشغلت الأجهزة الأمنية وهي في حالة حرب واستنفار ، ووصل الحال أن يتداول تناسب القبيلتين مع الحكام في الخليج ،الذين لم يسلموا . وليتوارى صاحب الفتنة عن الأنظار بكل خبث ويصبح مغردا عن الوطنية والدين ؛ وكأنه حمل وديع لاناقة له ولاجمل في فتنة ايقضها ،سيجد عقوبتها من رب العزة والجلال في حياته قبل موته . ولتصبح الاشاعات تعج في وسائل التواصل وتطال الشاب والفتاة في كلام لايقوله مسلم ،كل هذا يحدث والعلماء في صمت والإعلام يتفرج ، وبعض الإعلام يحدثك أنها قضية نسب !انتصارا للذات ،واشعالا للفتنة . العنصرية منتشرة في مجتمعنا الرياضة ، المناطقية،قبلي قبلي ،قبلي حضري ،قبلي خضيري ...الخ. من يقود هذه العنصرية ؟!هم النخبة للأسف من كتاب من مسؤولين ،هي ظاهرة أصبحت تتطور مع الإعلام الجديد ، حتى وصلنا لما وصلنا إليه . الدين والدولة منها براء ،إذا المجتمع لم تعلوا به قيم الدين والعلم فمن يعلوا به؟ ، هل نحتاج إلى تهديد أكبر مم نحن فيه ؟ . أين الوعظ والتذكير والوطنية والإنسانية والقيم الأخلاقية التي أظهرتنا مجتمعا ملائكيا عبر تويتر ؟ ، في أقرب اختبار ظهرت الصورة متجلية وانكشف الواقع ،أن المجتمع السعودي يعيش فترة حكم الأتراك ،سلب ونهب ،قتل وظلم ،نعم !هذه الحقيقة ،موقف واحد كشف الأمور ، وظهر الخافي ؛أن قيم البيت والعادات المكتسبة تقدم علي الدين . نعم ! لازلنا الأعراب ،أسأل الله أن نكون من الذين آمنوا لامن الذين كانوا أشد كفرا ونفاقا . للقبيلة قيم ومباديء وعادات تحت مظلة الشرع ذكرها ربنا في محكم التنزيل (( لتعارفوا )) ،وليس لتحاربوا أو تتقاذفوا . وكل ذلك لايغني من الله شيئا في موقف ذكره الله تعالي بتبرءالإنسان فيه من فصيلته التي تؤيه . قبل سنوات تشرفت أن أشارك بكرسي الأمير نايف _رحمه الله _ لدراسات الوحدة الوطنية ؛ رغم المشاركات الإيجابية ، إلا أن الحلول لم تطبق ؛وقد يكون السبب أن المنفذ لايستطيع أن يتجاوز عنصريته . الدولة ليست مسؤولة عن حماقة من يؤمن بالعنصرية ،ويرى أنها جزء من ثقافته وكماله . إن ماتعيشه أمتنا اليوم ومايحدث في بلاد العرب يكفي أن نستشعر حجم المسؤولية ونحن شعب الحرمين في مهمة لم يستشعرها إلا الحاكم ورجل الأمن وتفرغ الشعب لتصفية حسابته ، بعد أن وجد فضاء واسع يفرغ به عنجهياته المقيتة . يا صاحب الفتنة ! نساء بلدك عانسات , وأنت تمارس التخبيب , وهناك من يدفعهن للمسيار والانحراف !.
عفوا وطني ! مع الكثرة قلة ستدافع وتتمسك بهذا الوطن حتى أن يرث الله الأرض ومن عليها .