قصدتني في الأولى وقصدت الشجرة في الثانية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هو التوكل؟ وما حقيقته ؟

ذكر في الاثر أن سيدنا موسى عليه السلام اشتكى وجعآ في بطنه فدعاه الله إلى الاكل من ورق شجرة معينه فأكل فشفي بإذن الله
ثم عاوده الوجع فذهب مباشرة إلى الشجرة فأكل منها فزاد ألمه , فاشتكى فقال له ربه:
إنك قصدتني في أول الأمر، لكنك قصدت الشجرة في الثانيه..............
فعرف موسى عليه السلام أن الاتجاه في صغير الامور وكبيرها لابد ان يكون إلى الله

حقيقة التوكل هي : الاعتماد المطلق على الله تعالى في جميع الأمور من جلب المنافع و دفع المضار .

والتوكل عبادة عظيمة ؛ لا يجوز صرفها لغير الله الواحد القهار، فالمؤمن الصادق الموقن يتوكل على الله وحده في كل ما يأتي ويذر، فيتوكل عليه سبحانه في طلب الرزق و النصرة ،و في طلب الشفاء والعافية، و في دفع السوء والضر، ويعتقد جازماً أنه لا رازق إلا الله ، ولا معطي ولا مانع سوى الله ، أنه سبحانه الخالق المتصرف المدبر مالك الملك رب العالمين، وقد أمر الحق جل جلاله وتقدست أسماؤه بإخلاص التوكل عليه سبحانه ، وصدق اللجأ إليه في أكثر من موضع من كتابه العزيز، فمن ذلك قوله سبحانه : (( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً)) (الأحزاب: من الآية48) .

وقوله : (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ )) (الفرقان: من الآية58) .
وقوله : (( فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ)) (النمل:79) .
بل إن الله تعالى جعل التوكل شرطاً لصحة الإيمان فقال سبحانه : (( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)) (المائدة: من الآية23).
التوكل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب
، بل إن الأخذ بها من صدق التوكل ، وصحة الدين ، وسلامة المعتقد ، وقوة اليقين ، لكن البلاء كل البلاء ، والشر كل الشر، هو الاعتماد على الأسباب وحدها ، ونسيان المسبب وهو الله سبحانه ، فالاعتماد على الأسباب وحدها خلل في الدين ، وترك الأخذ بالأسباب خلل في العقل ،
اذا يجب علينا بذل الأسباب مع التوكل والدعاء لله وحده
فالطالب يجب عليه التوكل على الله وحدهو بذل الأسباب مثل الحفظ والمراجعة واستيعاب الدروس
فلا يدعوا الله ويقول أنا متوكل على الله بهذه الحاله يصبح متواكل وليس متوكل
ولا ان يعتمد على الأسباب فقط ويلجأ إليها من دون التوكل على الله
اذا يجب علينا أن نفرق بين التواكل على الله والتوكل على الله
وأخيرا نسأل الله بأن يجعلنا من المتوكلين عليه


موضوعي قمت بتجميعه والتعليق عليه