إظهار / إخفاء الإعلانات 
عدد الضغطات : 0
إظهار / إخفاء الإعلانات 
عدد الضغطات : 0 عدد الضغطات : 2,465 عدد الضغطات : 2,636


◄ المنتدى العــام ► المواضيع العامة والغير مصنفه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-Jul-2010, 04:57 PM   #1
عضو محترف


الصورة الرمزية الراااشد
الراااشد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 900
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 44
 أخر زيارة : 16-May-2012 (01:08 AM)
 المشاركات : 362 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي اساليب التعامل مع المراهقين ارجووووالتثبيت



أخطاء قد يقع فيها الوالدان


* التربية على الأنانية والسيطرة:
أن تربيتنا في المنزل وفي المدرسة، هي تربية تؤدي إلى الأثرة وحب الذات، وإلى جعل الغرض من الحياة منزلاً فخمًا وأثاثًا وريشًا، إن هذه الكلمات تشعر كل فرد بأنه يستطيع أن يعيش وحده، ويمضي في أموره وحده .. فنشأ عن ذلك عدم ثقة الأفراد ببعضهم، وأصبحت الروح التي تسود المجتمعات الإسلامية هي روح النقد الممزوج بالسخرية وعدم الثقة والشدة في التجريح.

* التأرجح بين الشدة واللين:
كثيرًا ما نجد التردد والتأرجح في معاملة الوالدين للأبناء؛ فقد يعطي المراهقون حرية لا حدود لها، أو يعاملون بقسوة وشدة لا رحمة فيها ، وشواهد الحياة الأسرية على هذا الأسلوب كثيرة.
v فهل نسمح مثلاً للمراهق أن يسهر خارج المنزل ويتأخر في عودته بحجة أنه حريص على مستقبله وسمعته؟
v وهل يسمع للفتاة في وضع الزينة والماكياج، ولو أمام النساء من غير مناسبة؟ وخارج المنزل؟
v قد لا يتقبل المراهقون كل ما يقوله الآباء لهم، ويحسون بعدم الأمان والتقبل لما يقولون.
ينبغي أن نعلم أبناءنا ضرورة الانصياع إلى حكم الشرع الحنيف منذ الصغر، ولا خيار للجميع في خلافه؛ فللحرية حدود لا بد من الوقوف عندها، ولا بد من الاستئذان قبل خروج الابن أو الابنة، ولا بد من التعود على أسلوب المشورة وتقبل النصيحة المخلصة.
لا بد من الاعتدال؛ فلا يفرط الوالدان في التسامح والتساهل، ولا يفرطان في السيطرة واستخدام العقوبات كيلا يؤدي ذلك إلى النفور والهرب من المنزل؛ فلتعط الحربة ضمن الضوابط المستمدة من تعاليم الإسلام.
أما التربية اللينة: فسوف تؤدي إلى التسيب، ولن تربي أجيالاً سوية، ولن تؤدي إلا إلى الانحراف والإحباط لدى المراهقين والمراهقات.
وقد يظن بعض الآباء أن التستر على الخطأ وسيلة مجدية في معاملة الأبناء، وهذا خطأ شنيع؛ لأن الأبناء لا يحبون الأب الضعيف ولا يقدرون الأم التي لا تعينهم على كبح نزواتهم.
فالثقة المتبادلة والحوار الدائم بين الشباب والأسرة، هما الطريق الوحيد لاستعادة العلاقات الأسرية الدافئة.
وعلماء الاجتماع يقولون: الثقة المتبادلة بين الشباب والآباء كانت موجودة من قبل؛ لأنه كان يوجد اقتناع بدور الآباء، وكانوا متفهمين للمصارحة بينهم وبين آبائهم .. أما في الوقت الحالي فقد تغلبت الماديات على التفكير، وأصبحت لغة الآباء هي لغة الأرقام، فكانت النتائج مؤسفة الآن.
والشدة في التربية: لا تأتي غالبًا بخير؛ لأنها ستربي أجيالاً مذعورة مهزوزة، متناقضة في تصرفاتها، تنصاع أمام المربي الشديد، وتنقلب إلى مَرَدة إذا رفع عنها الكابوس ... وطالما عرفنا كثيرًا من الأبناء يعانون من هذه الأساليب ـ يضربون لأتفه الأسباب وبأسلوب عصبي حتى تحولت البيوت إلى ثكنة عسكرية صغيرة؛ فالرعب مطبق يرتجف له قلب الفتاة لمجرد ذكر اسم الوالد، ويهرب الولد إن خوف بوالده، فلا يستطيع أن يصارح أباه خوفًا وهلعًا، ولا يبوح لأمه بمكنون نفسه؛ لأنه لا يجد لديها إلا التسفيه والكلمات الجارحة، ولا تستطيع الفتاة أن تشاور أمها، خوفًا من لسان سليط وقلب سقيم، فتنكفّ المسكينة تنتظر الفرج.
فعلى الوالدين أن يتقيا الله في تربية الأبناء، وخير الأمور أوسطها فلا قسوة مرعبة، ولا لين ضعيف، وإنما هي أمانة، فلتؤد بحقها، وعلى الوالدين أن ينميا ثقافتهما ليواكبا العصر ويطلعا على مشكله، فيحصلا على احترام الأبناء وثقتهم.
كما أن الأبناء الذين يعيشون في جو مشبع بالتفاهم والتشاور هم أقرب الناس إلى الشعور بالثقة بالنفس والاستقلال، وتمتعهم بصحة نفسية جيدة تساعدهم على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين.
فالنمط المتسلط، الذي يفرض الطاعة العمياء سوف يضعف نشأة الأبناء، فتقل قدراتهم الإبداعية في كثير من المجالات، بل وكثيراً ما يهرع هؤلاء إلى الهروب من المنزل، أو خارج البلد والعيش مع رفقاء السوء.
أما النمط المنضبط: فيمتاز سلوك آباء هذا النمط بالتقبل والتفهم والمنطق مع إعطاء مساحة مقبولة من الحرية والاستقلال للأبناء، فينشأ هؤلاء الأبناء نشأة الأسوياء.




لا تعامل المراهقين بصيغة الأمر فلا تستعمل الكلمات التالية (أنت لاتأكل على ما يرام، لابد أن تنام مبكرا، لن تستخدم السيارة حتى تظهر نتائجالامتحان







* ضعف متابعة الأبناء:
إن ضعف متابعة الأبوين، سيقود إلى ضعف الأثر التربوي لهما، ومن ثم وقوع هؤلاء المراهقين بين أيدي العابثين من الأقران، أو دعاة السوء ، والمتابعة لا تعني سيطرة مستمرة للأبوين، وإنما هي متابعة ودودة،مباشرة أو غير مباشرة.
نتابع أخبار الابن [أو البنت] في المدرسة وفي خرجاتهم وفسحهم، وفي المنزل له ولأصحابه: نعقد صلات طيبة مع أسر ملتزمة بدينها من أجل معايشته مع أبنائها.
وخلال ذلك كله نقوم وننصح، ونناقش الكبار منهم، ونعلم الصغار، ونضرب لهم الأمثال من واقع النماذج الرائدة من تاريخ أمتنا المجيد.

* سوء استخدام وسائل اللهو والترفيه:
وفي مقدمتها التلفاز والفيديو، فلا نسمح بمشاهدة محرم، ولا سماع مكروه منهي عنه ، ونوجه الأطفال والمراهقين نحو اقتناء وقراءة الكتب النافعة والقصص المفيدة، والمداومة على حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد، والقيام بالرحلات الأسرية المناسبة.
هذا وإن قضية تفكك العائلة كثيرًا ما يؤدي إلى مختلف العقد النفسية، والاضطرابات العقلية ، فقد أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، أن هنالك [380] مليون مريض بالاكتئاب على مستوى العالم، وذلك بسبب التفكك الأسري، وفقدان الحنان الأبوي، وإهمال الشباب في مرحلة التكوين النفسي، مما يسبب الإحباط الشديد والقلق والتوتر النفسي.
وفي الاكتئاب تكون حالات الحزن شديدة وبدون سبب أو مسوغ، وأفضل وسيلة لتجنب الإصابة هي التعاطف مع الطفل طوال فترة تربيته، وعدم إساءة معاملته، أو ضربه بعنف، مما يجعله فريسة سهلة للمرض.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية ـ حتى الغربية منها ـ أن الإيمان بالله ـ تعالى ـ يأتي في مقدمة أسباب الشفاء، ويساعد الجسم في إفراز مركبات لها مفعول الدواء.مناهج أساسية للتعامل مع من هم في مرحلة المراهق.


مناهج أساسية للتعامل مع من هم في مرحلة المراهقة


هناك العديد من الأساليب التي يمكن استخدامها في التعاملات اليومية المختلفة مع المراهقين ، ومن هذه الأساليب :

§ أسلوب التمهيد والتهيئة.
§ أسلوب الحوار.
§ أسلوب القصة.
§ أسلوب القدوة.
§ أسلوب التدريب والممارسة.

§ أسلوب الترغيب والترهيب.
§ أسلوب ضرب الأمثال والأشباه.
§ أسلوب استخدام وسائل الإيضاح.
§ أسلوب العبرة والموعظة.
§ أسلوب دمج الموعظة بالدعابة.
§ أسلوب الموعظة بالفعل.
لكي تكون قادرا على التعامل مع المراهق، كن مدركا ومثقفا بما هو عليه هذا الجيل من هوية.





إن التعرف على المناهج التي تقوم عليها الأساليب العملية السابقة للتعامل مع مرحلة المراهقة تقدم صورة لما يجب أن يتسلح الوالدان ليشجعا أولادهم على أن يكونا مصدر معرفتهم الأول ، وفيما يلي مجموعة من القواعد التي يمكن للآباء استخدامها في تعاملهم مع المراهقين من أبنائهم :

o العمل على رفع ثقة الابن بنفسه بكل وسيلة من مدح وتشجيع وتفويض في المسئوليات كأن يعطى مصروفه بشكل تدريجي يومي أولا ثم أسبوعي مثلا؛ ليدبر به أمره، ويعتاد وضع ميزانية لهذا المصروف؛ بحيث يلبي منه احتياجاته التي يريدها أو يدخر منه لشراء شيء ما يحتاج لمبلغ أكبر قليلاً من مصروفه؛ بحيث لا ينتهي مصروفه قبل نهاية الأسبوع أو قبل شراء ما يريد، ثم يمكن لاحقًا فيما بعد إشراكه في تنظيم ميزانية البيت ومصروف البيت.
o لا بد من مدح الابن والثناء على كل تطور له ولو كان بسيطًا لتحفيزه على المزيد، كما يجب التعامل معه بأسلوب النصف الممتلئ من الكوب، وأقصد بذلك أنه لو تم مثلا إسناد مهمة حل 10 مسائل بالرياضيات إليه ونجح في حل ثلاثة بشكل صحيح وأخفق في الباقي فيجب أن يقال له: "ما شاء الله لقد أنجزت ثلاثة بشكل صحيح" وهو ما يُسمّى Motivation Concrete أو الحافز المحسوس، ويقصد به ألا يظهر للطفل - من فقد الثقة بالنفس- من المتعاملين معه إلا ما أنجزه بشكل سليم، ويفهم من المضمون أن هناك خطأ يمكن تداركه فيما بعد، ويتعلم كيف يتجاوزه في المرات التالية، لكن ما من شك أن ثقته بنفسه ستزداد بشكل متميز بشعوره بالنجاح وبتقدير المحيطين لهذا النجاح ولو كان ضئيلا.




اعمل على تعزيز السلوكيات الايجابية، فحاول أن تكون مكافئا على النجاح أكثر من اللوم على الخطأ










o يجب استخدام أسلوب التعزيز والمكافأة مع الطفل بشكل يتناسب مع عمره ومع المرحلة العمرية التي هو بصدد الانتقال إليها، فيمكن مكافأته بهدايا أو رحلات أو غيره عندما يبدي أي نوع من التحسن أو حتى الرغبة في التحسن لحثه على المزيد، مع منع أي عقاب بدني أو لفظي واستبداله العقاب المثالي من المنع من المكافأة أو الحرمان من شيء أو الخصام بهما.
o مداومة النصح والتوجيه والإرشاد بالحسنى خصوصا فيما يتعلق بأمر الصلاة التي هي عماد الدين، فلا تدعه يتعود تأخيرها أو إهمالها بالنوم والكسل.
o متابعته برفق، ولين، ومعرفة أصحابه من خلال الحوار، والتقرب منه، وتلمس مشكلاته ومعاناته " ومعرفة ما يواجهه من صعوبات ومشكلات، والسعي معه في حلها والتغلب عليها.
o - إشراكه في شيء من أعمال البيت مما يناسبه، وإعطاؤه بعض المسؤوليات الأسرية كشراء بعض الحاجات المهمة.
o لا بدّ من تعويد الأبناء على المناقشة والحوار الدائم وتخصيص سهرة أسبوعية مثلاً، خاصة بالفتى أو الفتاة كل على حدة أو بكل الأسرة إن كان السن متقاربًا، وهذا أفضل لتناول ما يدور في رأسهم من تساؤلات بكل ثقة ووضوح، فأهمية الحوار مع الأبناء تكمن في أنه يدرِّب الابن على مواجهة ضغوط الحياة اليومية الموجهة للإثارة، وأكثر ما يواجهه هذا الجيل هو ضغط الأصدقاء وثقافتهم.




اعتمد دائما أسلوب الحوار في التعامل مع المراهق
التحدث بانفتاح عن المشاكل مع المراهق تعتبر من أهم عناصرالعلاقة الفاعلة









o تعويد أبنائنا على اعتبار ارتباطهم واحترامهم لأوقات الأسرة شيئًا عظيمًا لا يتنازل عنه (كوقت الغداء، ووقت الاجتماع الأسري، أو وقت الشاي...)، فمن العادات الاجتماعية المنتشرة أن الفتيان يتأخرون خارج المنزل، وهذا يطيل فترة تعرضهم لمواضيع الجنس وانحرافاته.
o أن الجلوس مع الأسرة يمنح الشاب سندًا عاطفيًّا ومتنفسًا آمنًا يحيطه دون أن يشعر، ويحيطه بسياج من الإشباع الاجتماعي، وهو ما يصرف تفكيره نوعًا ما عن مجتمع الشارع، ولكن هذا لا يعني أن لا نسمح له بالصداقات، بل يجب أن نعزِّز صداقاته المتنوعة ونحترمها؛ لأنها أيضًا جزء من تكوينه الاجتماعي، وتكوين نظرته المتوازنة والواقعية عن الحياة والمجتمع.
o لا بد من التغاضي أحيانًا عن بعض التصرفات الصغيرة، ويجب ألا ينتابنا الشعور بالإحباط أو بالرغبة في التفتيش عن كل صغيرة وكبيرة في خزائن أبنائنا وفراشهم وملابسهم، علينا أحيانًا أن ندعهم يتعلمون بأنفسهم، وأن نحترم خصوصياتهم لتعلموا المحافظة عليها، وتكون مدخلنا إلى تعريفهم أن للحياة الجنسية خصوصية يحرم الحديث فيها في بعض المواطن، حتى لا يؤدي كثرة الحديث فيها إلى نشر الفاحشة.
o ينبغي على الوالدين أن يحيطا أبناءهم بالثقة، والمودة، والتعاطف، والعدل بينهم، والاهتمام التام بشؤونهم الدراسية وحياتهم العملية؛ لأن هذا كله يعلمهم أن يحافظوا بدورهم على أسرهم، ويكوِّن لديهم فكرة أن الأسرة ليست فقط حياة زوجية وجنس، بل تعاون، ومحبة، وعطاء، وإنجاز.
o علينا أن نوقف سيل "الاتهامات" والانتقادات والأوامر المباشرة له،لا أعني ترك حبله على الغارب، ولكن كما أسلفت لك، تفقد أوامرنا ونواهينا قيمتها عندما تزيد عن حدها، اترك له مساحة حرية عالية.. أن يأكل أو لا يأكل ما يريد، ولكن حدد أوقاتًا للطعام العائلي لا يسمح بعدها بدخول المطبخ لوضع وجبة فطور أخرى. وسيحترم أوقات الطعام والإفطار حتمًا إذا جعلنا هذا وقتًا جميلاً تجلس فيه الأسرة تتكلم وتتضاحك.
o ضرورة مصاحبته، واحترام رأيه وأخذه إلى بعض الزيارات التي يحبها، أو السوق والأخذ برأيه أحيانًا، والتوضيح له عدم الأخذ برأيه إن حصل ذلك، فهو يريد اهتمامًا خاصّـاً.
o ويمكن الخروج معه وحده إلى المطعم أو أي مكان يحبه، ولا تجعل النوم المبكر قضية خطيرة، تجاوز ذلك، وتدريجيا سوف يذهب للنوم وحده بعدما يتخلص من قلقه ويطمئن أكثر.
o لا تجعل توقعاتك أكثر من إمكانياته، ولا تطلب منه أكثر مما يستطيع سواء في العلاقات أو الطعام أو حفظ القرآن الكريم، أو غيره ولا تقول أعرف أنه يستطيع؛ لأن المشكلة لا تكون دائمًا مسألة استطاعة وقدرات بقدر ما تكون مسألة حالة نفسية ورغبة، وكلاهما يحتاجان إلى مراعاة كبيرة وتفهم وتقبل بلا شروط، فلا تجعله يشعر أنك تحبه ما دام هادئًا متفوقًا، ثم لا تقدم له المحبة والقبلة في غير ذلك، لا تحرمه أبدًا محبتك وعطفك في كل الأوقات فقد يتصرف بمشاكسة؛ لأنه لا يحصل بسهولة على محبتك فيشعر باليأس.
o عندما تجلسا معه كوالدين في وقت هدوء، قوما بمناقشته ببعض سلوكياته، ولكن ليس بعقد محاكمة وتحقيق وتأنيب، ناقشاه باحترام الآخرين، والعطف على إخوته، ومشاركته للآخرين، وسلوكه غير الناضج...
o استمع له بإنصات لتتفهم وجهة نظره، ودعه يستنتج الحلول بنفسه معك، ولكن لا تجعل كل سهرة حديثك حول ذلك، وإذا تمت مناقشة مشكلة ما فلا تعود لتؤنبه وتعطيه المواعظ مرة أخرى وثانية وثالثة؛ لئلا تفقد تأثيرها عليه، وكلما قللت من وقت النصائح كان أثرها أكثر. ولا أقترح إعطاء موعظة أو تأنيب لأكثر من ثلاث دقائق.
o تدريبه بشكل فردي على الحديث مع نفسه بشكل إيجابي، فإذا ما تهور في عمل ما فعليه أن يقول لنفسه: "اهدأ وعدّ للعشرة…" أو: "أنت شخص ذكي لا تتصرف بشكل غير مقبول". ويمكن أن تجلس معه وتضع قائمة من العبارات الإيجابية التي يمكن أن يقولها لنفسه في المواقف المختلفة.
o إشعاره بالاحتجاج والرفض لبعض التصرفات وعدم قبولها، ولكن دون ضرب أو توبيخ، ويكفي أن تظهر احتجاجك وتقاطعه بالكلام، وتعطي تعاطفك لشقيقه ، فهذا أبلغ أثرًا من ضربه أو غيره من الوسائل التي ينتظرها ليتمتع بمشهد غضبك أحيانًا!.
o تشجيعه على تكوين صداقات واحترام أصدقائه ودعوتهم للمنزل، فالأصحاب يساهمون بشكل كبير في تعديل سلوك بعضهم البعض (إذا كانوا غير منحرفين)، ويوفرون لبعضهم البعض طرقًا للتنفيس، والكلام، والدعم، والتشجيع، وتنتظم الطاقات العاطفية والاجتماعية.
o الاحتراز من أسباب تمرد المراهق وتجنب كل ما من شأنه تحريك رغبة المخالفة المذمومة.
o السماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره الشخصية فيفرغ مشاعره الغاضبة بصورة مباشرة على شرط أن تكون بطرائق لائقة، وبعبارات هادئة، وكلمات مهذبة ترتكز على مبادئ احترام الكبير والإخلاص في الوصول للصواب. ينبغي أن لا نستاء من سماع تذمر المراهقين عندما يقولون أموراً لا نرغب فيها بل نشكرهم على المصارحة ونثني على شجاعتهم في المواجهة الحكيمة ثم ننظر في فحوى مطالبهم ونرد على أخطائهم برفق، ونقبل صوابهم بتواضع كي يستمر الاتصال الصريح ويثمر التواصل الصحيح.
o توجيه المراهق والمراهقة نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية حيث ينسجم الفرد طواعية مع الجماعة ويحترم القيم الصحيحة ويعبر عن رأيه بحرية مقرونة بالموضوعية فلا يجرح أو يخدش النسيج الاجتماعي.
o تقوية الوازع الديني من خلال أداء الفرائض الدينية والتزام الصحبة الصالحة ومد جسور التواصل والتعاون مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه. ولا بد من تكثيف جرعات الثقافة الإسلامية حيث أن الإسلام بجميع تشريعاته ينظم حياة المراهق لا كما يزعم أعداء الإسلام بأنه يكبت الرغبات ويحرم الشهوات.
o ترغيب الآباء والأمهات والفتيات والفتيان بتوسيع نطاق ثقافتهم بطبيعة المراهقة فإن توفير القسط الكافي من المعرفة يسهل عملية التعامل مع مشكلات المراهقة ويذلل الصعوبات. إن الإطلاع على نتائج الدراسات في حقل التربية يفيد الجميع أثناء انتقاء سبل التواصل والتوافق بين الأهل والمراهق. تحتوي الثقافة الإسلامية على كم هائل من الذخائر التي تعين الفتى والفتاة على تشكيل شخصيتهم السوية على أسس متينة تجعل منهم عناصر صالحة في مجتمع متوافق ينبذ التمرد ويقدر القيم الفردية التي تحقق مقاصد الفرد والمجتمع في آن واحد.
o الإرشاد من خلال الإقناع العقلي لسد الخلل وتصويب الأخطاء بطرائق متنوعة منها الحلم والحوار والدعاء وضرب الأمثلة المنطقية التي تمس الواقع وتهم مصلحة الشخص. ويستفاد من الترحيب الدائم بقنوات الاتصال والحوار والصراحة فهذه القنوات تعصم المراهق والمراهقة من مزالق كثيرة. لا يكفي أن نرفض طلبات المراهق دون شرح متكامل للأسباب والدوافع الكامنة وراء ذلك.
o على الآباء والأبناء مراعاة الحقوق والواجبات واحترام الرغبات الفردية التي لا تتضمن المفاسد فلا يفرض الأب قناعاته الجائرة على البنت الرشيدة في أمر زواجها ومالها ودراستها. إن قسر المراهق وإجباره على آداب وتقاليد ومظاهر ومسالك غير ملزمة شرعا وتناسب الماضي فقط تعيق تقدمه وتفقده شخصيته المعاصرة المرنة.
o توسيع نطاق الخيار والشورى من متطلبات إعداد المراهق ليخوض أعباء الحياة على بينة ولكي يقوم المراهق بتطوير طاقاته وتحقيق قدراته بما يتفق مع المعايير السليمة للمجتمع فيتوافق معه ولا يهدر الجهود بالتمرد والجحود.
o الاشتراك مع المراهق في عمل أنشطة يفضلها (الخروج للنزهة – التسوق- الرياضة) وذلك لتقليص مساحات الاختلاف وتوسيع حقول التوافق وبناء جسور التفاهم.
o تشجيع وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات بصورة جماعية مقنعة.
o تدريب المراهقين والمراهقات على فن الحوار، وكيفية اتخاذ القرار، ومواجهة المشكلات، وطرائق ممارسة الحرية دون إفراط أو تفريط.
o السماح للمراهق باستضافة أصحابه في البيت في بعض المناسبات مع الحرص على التعرف إليهم والجلوس معهم لبعض الوقت.
o لدى المراهق طاقات هائلة مخزونة فيه وتحتاج لبرامج تنموية فإن لم تنشغل بالخير أشغلتنا بالباطل.
o ليس من الحكمة أن نتصيد أخطاء المراهقين والمرهقات ونعدد عيوبهم ثم لا نوفر لهم ميادين تصريف مواهبهم واكتشاف أنفسهم فالمراهقة مرحلة حساسة لتحديد الهوية.
o الحذر من البرمجة السلبية فمن العبارات التي ينبغي أن نتجنبها في التعامل مع المراهقين: أنت فاشل – عنيد – متمرد- اسكت يا سليط اللسان- أنت دائماً تجادل وتنتقد - أنت لا تفهم أبداً، هذه الكلمات وغيرها تستفز المراهق وتجلب المزيد من المشاكل والمتاعب ولا تحقق المراد من العلاج.


كيفية بناء ثقافة الاستعفاف لدى المراهق



ما يجب مراعاته بشأن الإعلام الجنسي الوالدي.
إن ثقافة الوالدين حينما تكون واسعة - بغض النظر عن المستوى التعليمي- فإنها تعطي القدرة على تكوين معلومات أكثر منطقية وواقعية وصريحة حول الجنس في رأس الأبناء ، ولقدرة أكبر على تعليم الأبناء ثقافة جنسية أكثر وعيا ، وأقدر في المحافظة على العفة حاول القيام بما يلي :

§ الحرص على نقل شعور التوازن حيال الجنس إلى أبنائهما، والتفكير فيه باحترام وبتقبل ، فالأبوين المنفتحين على أبنائهما بالحدود المطلوبة للتربية سيوجدان شخصية تنظر إلى الجنس بشكل سويّ وأنه حاجة طبيعية؛ فالميل نحو الجنس الآخر بحد ذاته ليس حرامًا، بل يدل على سلامة الفطرة، ولولاه لما استطاع ولدنا أو ابنتنا من الزواج والإنجاب، ولأخذناهما إلى أكبر الأطباء لمعالجة فتور الشعور الجنسي تجاه الآخر! ولكن الحرام والعيب هو أن يتحول الميل إلى رغبة جامحة في ممارسة الجنس أو أي شكل أو مقدمات له؛..لذلك علينا أن نعترف بمشاعرهم والتعامل معها بشكل طبيعي تمامًا.. هكذا لن نخشى بإذن الله على أبنائنا من السقوط؛ لأننا منحناهم الفرصة ليكوِّنوا نظرة مريحة وواسعة تجاه الجنس.
§ الحرص على تثقيف الوالدين نفسيهما بثقافة جنسية تخص السن المطابقة لسن الفتى أو الفتاة. وقد نتساءل أنه من المضحك القول إن على الوالدين تكوين ثقافة جنسية واعية.. ، فكم من الآباء أنجبوا عشرة أبناء، ولكنهم يحمرّون، ويربط على ألسنتهم عندما يسألهم ولدهم أو ابنتهم: ما هو الزواج؟!
§ يجب الوعي أن الأمر هنا ليس أمر التدريب على شكل برنامج بقدر ما هو أمر تغيير قناعات وتكوين ثقافة لدى الوالدين.
§ التماسك أثناء الاستماع إلى السؤال..
§ عدم التحرج من الإجابة، أو محاولة التهرب؛ فأبناؤنا لا يقلون ذكاء عنا، وهم حينما يروننا زاغت عيوننا، وتلوّن وجهنا عند الاستماع أو الكلام في أمور الجنس، فإنهم يتأكدون أن الأمر "غير طبيعي"، ويصرُّون أكثر على البحث على أدق التفاصيل، خاصة وأنهم جيل واعٍ ومطلع على الإنترنت الذي يصب في رؤوسهم مئات الأفكار التي تتحول إلى كل هذه التساؤلات إلى إجابات من مصادر متعددة تشتتهم في كثير من الأحيان.
§ على الأبوين أن يطرحا أفكار الاستعفاف وكيفيته باستمرار ودون يأس؛ فكثرة الحديث حول الاستعفاف يؤدي إليه فعلاً، إن طريقة تربيتنا لأبنائنا هي تدريب على الاستعفاف بحد ذاته، وذلك عن طريق:
§ تسليح الابن أو البنت بثقة النفس، وبثقافة إيمانية متنوعة عالية، وشعور بالمسؤولية تجاه الواجبات منذ صغرهم، فهذا يخفِّف من العبء على الوالدين، ويجعل مواجهة الوالدين لهذا الأمر أكثر سهولة؛ لأن أبنائهما يشاركاهما هذه المواجهة، ويقفان معهما معًا في خندق واحد، وليس ضد بعضهما البعض، وأعني بذلك الطاقة الروحية على سبيل المثال إذا تمت تقويتها، فإنها سوف تساعد الفتى أو الفتاة على القدرة على تأجيل التفكير بالجنس.
§ العناية بالتربية الدينية، فالعبادات، والصيام، وتدريب الولد والبنت منذ صغرهما على غضِ البصر، وحضور دروس الشباب الدينية، والذهاب يوميا إلى المسجد حتى لو مرة واحدة وقراءة الكتب والمجلات المفيدة، فكل ذلك يقوِي لدى الابن أو الابنة القدرة على تمييز الصواب من الخطأ، ويوسع أفق اهتمامهم، بحيث لا يبقى محصورا في دائرة الاهتمام فقط بالأمر الجنسي، وينصرف بدلاً من ذلك إلى الإنتاج والإبداع.
§ تفهيم الأبناء أنه لا يمكنه ممارسة الجنس إلا في نطاق الزوجية، وأن هذا يتطلب منه إكمال تعليمه، وتحوله إلى فرد منتج قادر على العمل والكسب؛ ليتمكن من الزواج الصحيح الذي يشترط الإشهار.
§ التغاضي أحيانًا عن الأسرار التي تعرفها خلسة عن أبنائك ومتعلقة بالجنس دون أن يكون هناك حرام أو جريمة، ونحن أحيانًا نثق ببعض المعلومات الشعبية حول الأمر، وتكون لا أصل لها في الدين والطب، وبدلاً من الانزعاج علينا تعليمهم طرق التنفيس المختلفة عن مكنوناتهم كالركض، والدعاء، والرسم، والحديث إلى صديق مخلص.
§ الحرص على دفع الأبناء إلى مزاولة الأنشطة التي تساعد على السيطرة على الذات كالرياضة التنافسية مثل كرة القدم، والسباحة، وركوب الخيل، والعبادات التي تساعد على نفس الهدف كالصيام، فحينما ذكره الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث: "يا شباب.. من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، ذلك أن الصيام هو عبادة تساعد على السيطرة على الذات، بالإضافة إلى تدريب الطاقة الروحية وتقويتها.
§ إن كل من الذكر والأنثى يمرون بمرحلة تغير ونمو وتطور في ذواتهم، وفي تعاملهم مع البيئة المحيطة، ومما لاشك فيه أن لكل منهم خلال تلك المرحلة اختلاف في النمو وفي السلوك إلى حد ما.


مرحلة المراهقة في التربية الإسلامية


حتى نجعل من المراهق شخصا ذا دور إيجابي فإن لنا مرحلتين جديرتين بالاهتمام الشديـد:
الأولى : المرحلة العاطفية .
غالباً ما تكون مرحلة المراهقة مرحلة يفقد فيها المراهق ( العاطفة ) و (الحنيّة) فيسعى لتحقيق تلك الرغبة في أي مجال يتمكن منه .
ولا ريب أن إشباعها يعني الكثير للمراهق ، و من ثم يتودد إلى من يشبع له تلك الرغبة و يحققها له ، وإشباع الحاجة العاطفية لدى المراهق تكون بأمور كثيرة ، منها :
1. عذوبة اللفظ ، فإن غالبا ما يواجه المراهق بألفاظ فيها قسوة مما يجعله نافرا عن قبول أي شيء من المقابل له ، و تتأكدُ هذه الحالة في حين وجود أخطاء من المراهق ، حيث نقابله باللفظ السيئ إن أخطا.
2. معاملته بتفكيره و المسير معه في تفكيره ، و محاكاته في طموحه ، و التفاعل مع أطروحاته مما يشبع حاجته العاطفية ، فهو يحب من يفكر كتفكيره ، و يميل إليه.
و لتكن مدركا إلى أن التفاعل معه في هذه النقطة ممهد للمرحلة الثانية ، وللقيام بذلك هناك العديد من الخطوات ومن بينها :

أولا : التبصر بمواضع الضعف في المراهق ، فحيازة هذه الخطوة و النجاح فيها مكسب كبير جدا للمربي ، إذ موضع الضعف في المراهق هو مكمن الخطر و موطن الزلل . تقول كيف ذلك ؟ فأقول : الغالب على المراهقين أنه يشعر بخرق في شخصيته فتراه محاكيا من هو أرفع منه - في ظنه - فلا يعترف أنه ذو شخصية متفردة متميزة، وهذه من أجزاء نقطة الضعف التي تكون في المراهق .
ثانيا : معرفة ميول المراهق ، فإن سن المراهقة سن أحلام و أمان عريضة ، و مرحلة واسعة الخيال لدى المراهق، فتراه يتمنى أماني، و يسبح في خيالات واسعة الأرجاء ، ومعرفتها مهمة جدا فمنها يكون التوجيه و منها تكون التربية ، و بِعدمها لن يكون أي نتاج متين في سلوك التربية مع المراهق .
ثالثا : التوجيه اللبق - واللباقة الحذق في العمل - ، و هذه بيت القصيد في حياة المراهق فإنه لم يجد من يقوم بتوجيهه نحو الصواب له في حياته ، و لم يظفر بمن يسدد له تصرفاته ، والمراهق يتصرف بما يراه من أعمال و تصرفات حوله من الناس الذين يراهم قدوة له يتأسى بهم ، و حين لا يرى من يوجه ميوله نحو السداد ، و يهديه نحو الكمال فإنه سيبقى سادرا في مسيره ، هائما في طريقه .

وهنا لا يحتاج المربي إلى كبير عمل لأن المراهق نفسه قد أبدى من نفسه قناعاتٍ كثيرة جدا ، و ما عليه بعد إلا أن يبين للمراهق بأن الطريق الصواب هو من هذه الجهة ، و بلزوم تلك الطريق . فإذا ظفر بها المربي و أحسن سلب لب المراهق - هنا - يكون البدء بالمرحلة الثانية التي تعقب المرحلة العاطفية ، و هي :
الثانية : المرحلة التربوية :

وهذه المرحلة هي الأساس و هي المقصد و الغاية من معاملة المراهق و العناية به ، وتربية المراهق لن تكون صعبة ، يستطيع المربي التنقل بالمراهق في مجالات كثيرة جدا ، و مجموع تلك المجالات ثلاث مجالات :

الأول : المجال المعرفي :
المعرفة مما ما يميز الله به بين الإنسان و الحيوان ، بل هو أداة العقل و غذاؤه ، ولا يخلو منه الإنسان مهما كان ، والمعرفة يتفاوت البشر في تحصيلها ،ويتفاوتون في قيمتها، وقيمة المرء ما يحسنه ، و أهميتها بالنسبة للمراهق تتركز في جهتين اثنتين :
§ أنها توجيه و تبصير .
§ أنها تثبيت و تأييد .
و المعرفة تتنوع و إليك أنواعها :
1- المعرفة الدينية ، و هي التي يكون بها معرفة المراهق أمور دينه و أحكامه ، وهي قسمان :
الأول : الواجب العيني ، و هو أنواع أربعة :
‌أ- أصول الإيمان ، و القدر الواجب منها العلم الجملي لا التفصيلي .
‌ب- الأحكام الفقهية ، و هي أركان الإسلام .وعلينا معرفة كيف نقوم بتلك العبادات .
‌ج- معرفة المحرمات ، و هن خمس كبائر ،في قول الله تعالى: { قل إنما حرَّمَ ربي الفواحش ما ظهرَ منها و ما بطن و الإثمَ و البغي بغير الحق و أن تُشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون } .
‌د- الأخلاق و الآداب مع الناس خاصة و عامة فإذا مر المراهق على هذه المسائل معرفة إتقان و دراية بها يكون قد أتى بما لا يجوز له لجهل به في دين الله تعالى.
القسم الثاني : الواجب الكفائي، وهو الإتيان بالعلم بما لا يجب على الإنسان أن يتعلمه و إنما هو من باب الكفائية و الندب .
2- المعرفة الثقافية العامة، كالاشتغال بسائر العلوم التثقيفية كالتاريخ ، والأدب ، والإدارة وغيرها من الثقافات .
الثاني : المجال الإيماني :
الإيمان أساس الحياة، و لا يستغني عنه المرء أبدا ولو تمتع بكل ما أوتيه من متع و لذائذ ، والتربية الإيمانية مهمة في حياة المراهق، و أهميتها في أمرين :
§ أنها أساس في حياته عامة، و في حياة المراهقة خاصة .
§ توثيقا للصلة بينه وبين الله تعالى ، و نتائج هذه كثيرة ومهمة للمراهق .
و المجالات التربوية الإيمانية ثلاثة :
أولها : الصلاة، والمراد بها غير الفريضة كـ : الرواتب، و قيام الليل، والوتر، والنافلة المطلقة، و النافلة المقيدة .
ثانيها : الذكر، وهو ذكر الله _ تعالى _ ويقصد به غير الواجب، والواجب ما تقوم به الصلاة، والمقصود _هنا _ : أذكار طرفي النهار، وأدبار الصلاة، والذكر المطلق .
ثالثها : قراءة القرآن في : إقبال النهار وإدباره ، ودبر الصلوات، والورد اليومي، ولا يراد بقراءته الواجبة التي لا تتم الصلاة إلا بها كالفاتحة .
هذه هي مجالات التربية الإيمانية للمراهق، وهي الداعم المعنوي للسير به نحو التميز والتفوق.
الثالث : المجال الخلقي :
المرء مدني بطبعه، لا يستغني عن معاشرة بني جنسه، ولا يستطيع الفكاك عنهم مطلقا، وهذه الغريزة النفسية التي وهبها الله المرء تحتاج إلى من يصقلها و يهذبها، ويصوب سيرها نحو الكمال والتمام ، ومن كمال الشريعة أن جاءت بما يكمل هذه الناحية، ويهذب هذا المجال، فجاءت بأخلاق كثيرة جدا وآداب بها قوام السلوك الاجتماعي على أحسن وجوهه.
والمراهق جزء من المجتمع المسلم - و غيره - فلابد من تربيته أخلاقيا حتى يستقيم سيره بين الناس على أحسن الأوجه، و أتم الصور ، وقد جاءت الشريعة بأخلاق المعاشرة الاجتماعية ونوعتها أنواعا متعددة يصعب حصرها في هذه العجالة، و الإشارة إلى أصول الأخلاق حسن جميل ، وأركان الخلق الحسن :
1- العلم، ومضى تقرير ما يحتاجه المراهق .
2- الجود، وهو مراتب أعلاها : بذل النفس، وبذل العلم، وبذل الجاه، وبذل المال .
3- الصبر، وهو أربعة أنواع :
- صبر على الطاعة .
- صبر عن المعصية .
- صبر عن فضول الدنيا .
- صبر على المحن و المصائب .
هذه مجالات المرحلة الثانية في التعامل مع المراهق، والسير معه في إقحامه درب النجاة ، وتبقى لفتة ذات بال يجب الوقوف عندها، وهي : أن تمام تينك المرحلتين صنعا وإحكاما يكون بالمربي ذاته ، فمتى ما كان المربي على أوفق حال و أجملها كان النتاج طيبا مباركا،والمربي ينبغي أن يكون متصفا بأصول ثلاثة :
الأول : العلم ، فإذا كان المربي خالي الوفاض من العلم و المعرفة كيف يكون متأهلا للتربية لغيره، بل عليه أن يكون متأهلا بعلوم ومعارف كثيرة .
الثاني : إجادة أسلوب التربية، وأعني بها السياسة التربوية لإيصال الغاية والمعرفة للمراهق، وأصلها التدرج بالمراهق من البدايات إلى النهايات .
الثالث : أن يكون أهلا للإقتداء به والتأسي به، والتواضع البارد في هذه المجالات غير مقبول وهو نوع من الخذلان والهروب عن المسؤولية .





الخاتمة


إن معالجة المشكلات السلوكية تبدأ من التربية النظرية والعملية في المحيط الأسري الذي أساسه التضامن, والمحافظة على النظام، يمر المراهقون والمراهقات بسلسلة سريعة من التغيرات البيولوجية والنفسية كما ينفتحون على المجتمع بصورة أكبر مما يتطلب بناء المزيد من العلاقات الاجتماعية وممارسة الحريات دون انتهاك لحقوق الآخرين أو للقيم الأصيلة في المجتمع. تتطلب التغيرات السابقة تشكيل شخصية ناضجة تسع كل ذلك وتتكيف معها وهنا قد يقع التمرد الذي ينتج من تراكمات كثيرة أهمها التشدد في معاملة المراهق وإلغاء هويته. يحتاج معشر الفتيان والفتيات إلى الثقة، والثناء الحسن، وتسلم المهام التي يستطيعون القيام بها كي يعرفوا ثمرة التضامن، وأهمية النظام، وفائدة احترام القيم الجماعية.

تدل الأبحاث على أن من مرحلة المراهقة متغيرة من مجتمع لآخر وكما لاحظنا فإن البيئة الاجتماعية المحيطة لها الدور الأكبر في سلوك المراهق، وإن تتبعنا التاريخ الإسلامي لوجدناه خاليا من تلك المرحلة بمعناها الحرج من الناحية السلوكية، والمفاهيم السلبية حول الذات والمجتمع، لذا فإننا نورد مرحلة المراهقة نعرض إليك مرحلة بتطوراتها وأساليب التعامل معها من الناحية الدينية الإسلامية.






 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الجميع الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 9
, , , , , , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التعامل جمال العبسي ◄ منتدى عيون الشــعر ► 3 04-Dec-2013 04:25 AM
اساليب تعذيب المرأه <الزوجه> بن هديبان ◄ المنتدى العــام ► 15 16-Jan-2011 09:16 AM
يوسف الأحمد في فتوى جديدة يتهم الاتصالات السعودية بأنها تسعى لإفساد المراهقين عبدالعزيز رهيدن حبيب ◄ المنتدى الإسلامي ► 2 18-May-2010 12:39 AM
فن التعامل ابوعشرة جد مية ◄ المنتدى العــام ► 4 13-May-2010 08:55 AM


الساعة الآن 06:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Supported By Noc-Host
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010