تقنبات جديدة في التعليم

تقنيات جديدة في التعلم

ماذا يمكن أن يقدم الحاسب للمتعلم؟

الطريقة التقليدية للتعلم الذاتي هي أن يعتمد الطالب على الكتاب المنهجي المطبوع في دراسته، وعلى القلم الرصاص أو الحبر في كتابة فروضه الدراسية، ولكن مع شيوع استخدام الحاسب الآلي وانتشار تطبيقاته بين شريحة واسعة من المستخدمين بدأت تقنيات التعليم تستفيد من الحاسب في ابتكار خيارات تعليمية جديدة للمتعلمين، وظهرت وسائل تعليمية تـُعد عن طريق الحاسب أو تـُعرض من خلاله، ومن هذه الوسائل:

1- الكتب الدراسية الرقمية ( الإلكترونية ) حيث يتم نسخ الكتب الدراسية المطبوعة بجهاز الناسخ الضوئي ( السكنر ) إلى الحاسب وحفظه فيه طريق برنامج ( pdf ) وإتاحة هذا التطبيق للطلاب بحيث يكون بديلاً أو مرادفاً للكتب الدراسية المطبوعة، ولقد انتهت وزارة التربية والتعليم من إعداد جميع الكتب الدراسية لكافة المراحل بنين وبنات من خلال هذه التطبيق الرقمي بحيث تكون مناهج كل صف دراسي مجموعة في أسطوانة تتيح للطالب أن يتنقل بين مواضيع هذه المناهج بكل سهولة ويسر، وتمنحه خيار حفظ كل مادة في ملف مستقل عن الأسطوانة، وملف المادة الدراسية تتفاوت مساحته بين 800 كيلوبايت و 7 ميغا، وهي مساحة ضئيلة إذا ما قارناها بحجم الأسطوانة ( cd ) التقليدي وهو 700 ميقا أو الذاكرة المحمولة ( الفلاش ) والتي وصلت إلى 12 جيجا، واختزال الكتب الدراسية في هذه القوالب الرقمية يتيح للطالب أن :

أ‌- يقلل من حجم كتبه الدراسية إلى مساحات ضئيلة للغاية؛ لأنها مختزلة في وسائل نقل وتخزين متنوعة في أسطوانة صغيرة أو ذاكرة مؤقتة واحدة أو حتى شريحة جوال شديدة الصغر.

ب‌- يتصفح جميع دروسه ويستذكرها عبر أكثر من وسيلة: الحاسب المكتبي، الحاسب المحمول، الجوال، التلفاز ( بعد ربط الجوال به ).

ت‌- يتصفح جميع دروسه ويستذكرها في أي مكان، فطالما أنها محفوظة بصيغة رقمية فهو يستطيع أن يتصفحها في أي جهاز حاسب أو جوال أو تلفاز وهي أجهزة لا يكاد يخلو منها مكان ولا يخلو منها شخص، فبإمكان الطالب أن يحمل هذه الكتب الرقمية معه في حاسبه المحمول أو جواله الشخصي إلى أي مكان يتجه إليه، وهو ينتظر في صالة المستشفى أو المطار... أو راكب في السيارة أو الحافلة أو الطائرة .. أو وهو في نزهة برية، أوجالس في المطعم، أو غارق في ظلام الغرفة التي يشاطره فيها أخوه الذي يريد النوم!!

ث‌- ينقل هذه الكتب الدراسية الرقمية عن طريق الوسائط المتعددة كالبريد الالكتروني، وخدمة البلوتوث، وكلها متوفرة في الحواسيب والجوالات.

ج‌- يستفيد من هذه الكتب الرقمية في تحرير بعض فروضه الدراسية، فبدل استخدام الناسخ الضوئي ( السنكر ) في نسخ الصور أو الرسوم والنصوص إلى الحاسوب ثم معالجتها عبر الوورد، يستطيع الآن نسخ أي صورة أو رسم أو نص من الكتاب الدراسي الرقمي عن طريق استخدام برنامج الفوتوشوب أو غيره.

ولا شك أن الكتب الدراسية الرقمية ( الإلكترونية ) بصورتها الحالية ستساهم في إثراء العملية التعلمية لدى الطلاب، وستكون خطوة خطيرة على طريق التعليم للمستقبل، وإن كان من عيوب لهذه الكتب الرقمية فهو في كون نصوصها أو صورها غير قابلة للنسخ أو التعديل بشكل مباشر إضافة إلى أنه لا يمكن الكتابة عليها أو التعديل فيها مما يحد من أوجهه التفاعل معها والاستفادة منها، وقد تنبهت وزارة التربية إلى هذا القصور منذ البداية، وألمحت إلى أنها ستتجاوز هذه المشكلة في الأعوام القادمة.

2- قامت إحدى الشركات التعليمية ( شركة التعليم والتدريب الإلكتروني ) بطرح الكتب الدراسية الرقمية قبل وزارة التربية والتعليم بعدة سنوات من خلال إعداد متصفح سيمانور التعليمي، وقد أتاحت فيه مجموعة واسعة من الخيارات، ولا يمكن مقارنة هذه البرنامج ببرنامج وزارة التربية والتعليم فهذا البرنامج ثمنه 300 ريال أما برنامج وزارة التربية فهو بالمجان، ولو بيع فإن تكلفته لا تتجاوز ريالاً واحداً أو ريالين، ورغم ارتفاع سعر متصفح سيمانور فإن قيمته تظل فيه، ولا يمكن مقارنته إطلاقاً الكتب الدراسية الرقمية التي أعدتها وزارة التربية والتعليم قياساً بالإمكانات الكبيرة التي يقدمها هذه البرنامج لمستخدميه، وحتى أدلل على ما ذكرت دعونا نتعرف على الخدمات التي يقدمها متصفح أو برنامج سيمانور التعليمي، وسأقصر حديثي هنا على فوائده للمتعلم فقط بعد أن ألمح إلى أن البرنامج يتيح للمعلم برمجيات وتطبيقات تعليمية تمكنه من إعداد دروسه بطريقة احترافية مشوقة، وهذا البرمجيات كانت إلى وقت قريب حكراً على الشركات التعليمية المتخصصة في إعداد الوسائل التعليمية.

إن هذا البرنامج ( متصفح سيمانور التعليمي ) يمنح الطالب خيارات واسعة فهو :

أ‌- يشتمل على جميع الكتب الدراسية من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي الفصل الأول والفصل الثاني بنين وبنات، شرعي وطبيعي وتحفيظ قرآن وإداري، ومعنى ذلك أن أسطوانة واحدة كافية لجميع أفراد الأسرة الذين على مقاعد الطلب في مدارس الوزارة.

ب‌- يستطيع الطالب أن يستخدم خيار النسخ واللصق في هذا البرنامج بشكل مباشر بحيث يتمكن من الاستفادة من أي صورة أو نص أو رسم أياً كان مكانه.

ت‌- بإمكان الطالب وهو يتصفح هذا البرنامج أن يحذف أو يعدل أو يزيد في النصوص والصور والرسوم، وهذا يعطيه القدرة على تلخيص المنهج الذي يناسبه بنفس تنسيق الكتاب الدراسي المطبوع من حيث الخط والإخراج الفني، وهو بذلك يستطيع أن يحرر منهج كامل من اختياره وإعداده.

ث‌- يتيح البرنامج للطالب خدمة البحث النصي في جميع الكتب الدراسية من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي سواء أكان البحث جزئياً ( في كتاب دراسي واحد ) أو كلياً ( في جميع الكتب الدراسية أو كتب مرحلة دارسية معينة ) ومن ثم فإن بإمكانه الوصول إلى أي معلومة وردت في الكتب الدراسية أياً كان قصرها.

ج‌- يوفر البرنامج للطالب مكتبات إثرائية غنية بالوسائط المتعددة التفاعلية (صور، فلاشات تفاعلية، فيديو، أصوات، نصوص) تدعم مناهج وزارة التربية والتعليم.

ح‌- يحتوي متصفح سيمانور على برامج تعليمية متخصصة في الرياضيات والفيزياء ( مثل أوراق عمل الرياضيات، العدسات، الموجات، الكهرومغناطيسية، والمسننات ).

خ‌- يشتمل البرنامج على دروس اكترونية استخدمت تطبيقات البرنامج السابقة في إعدادها.

عيوب هذا البرنامج :
1- غلاء سعره.
2- تحديد تصفحه بعدد معين من الساعات 200 ساعة.
3- تحديد أجل الانتفاع به ( يتوقف آلياً في نهاية العام الدراسي )
4- لا يمكن تشغليه في الحاسب إلا باستخدام محرك أقراص (dfd) .
5- لا يمكن استخدام أسطوانة سيمانور التعليمي أو نقل بعض برامجها أو دروسها الالكترونية في جهاز حاسوبي آخر إلا إذا كان مهيئاً بإعدادات أسطوانة سيمانور.
6- لا يمكن تشغيله إلا في أجهزة الحاسب الآلي فقط.

ولكن ثمة من يؤمل في تبني وزارة التربية والتعليم لهذا البرنامج، وهذا إن تم؛ فسيساهم في تخفيض قيمة البرنامج، وتجاوز القيود التي وضعتها الشركة لحفظ حقوقها الفكرية والمالية.

3- الانترنت والبريد الإلكتروني في خدمة المتعلم :

ليس من باب المبالغة القول أن الإمكانات الحالية التي يتيحها لنا الحاسب الآلي ووسائل الاتصال الحديثة كافية لإحداث نقلة نوعية هائلة في التعليم، فبالإمكان الاستغناء عن الكتب الدراسية المطبوعة واستبدالها بالرقمية، وجعل الوسائط الرقمية من الذاكرات الصغيرة وسيلة تواصل بين المعلم والمتعلم، كما أنه بالإمكان تفعيل البريد الالكتروني والانترنت كوسيلة تواصل بين المعلم وطلابه بل وبين المعلمين المتميزين على مستوى المدارس وبقية الطلاب على مستوى المملكة، ولعل القناة التعليمية خير شاهد على ذلك، والانترنت بإمكانات السرعة الحالية ( في المدن الكبيرة ) كفيل بنقل جميع إمكانات المدرسة ليس إلى بيت الطالب بل إلى جهاز جواله الصغير، وليس المال ولا الإمكانات هي التي تنقصنا بل الإرادة الصادقة والرغبة الجادة في التغيير.

الموسوعات الرقمية التي تثري المتعلم :

لقد ساهم انتشار الحاسب الآلي بين الناس، وذيوع تطبيقاته بين شريحة واسعة من المتعلمين في إتاحة كثير من البرمجيات الحاسوبية للمستخدمين العاديين بعد أن كانت مقصورة على الشركات والمؤسسات الخاصة والتجارية، ومن تلك البرمجيات التي أصبح بقدرة المستخدم العادي للحاسب أن ينتفع بها مجاناً أو مقابل مبالغ زهيدة خدمة نشر الكتب والموسوعات رقمياً ( اكترونياً ) إذ استطاعت هذه الخدمة أن توفر للقارئ العادي مئات الكتب التراثية والحديثة مختزلة في قوالب رقمية محدودة جداً، وبعض هذه الكتب كان يصعب عليه الحصول عليها إما لارتفاع أسعارها أو لندرتها ونفاد طبعاتها، والآن أصبح بالإمكان تحميل هذه الكتب في وقت وجيز ومجاناً من مواقع انترنتية عديدة على الشبكة كموقع الوراق وموقع المصطفى وموقع صيد الفوائد وموقع المكتبة العربية ...الخ

وسنستعرض هنا مجموعة من الموسوعات التي تهم المتعلم :

1- موسوعة المكتبة الشاملة وكتبها مجموعة من مواقع انترنتية عديدة على الشبكة وهي متاحة على أسطوانة ( dfd ) وحجمها 3 جيجا وبالإمكان تخزينها في أي ذاكرة داخلية أو خارجية وتحوي موسوعة المكتبة الشاملة 1800 كتاب وأكثر من 90% منها كتب تراثية، وحتى تدرك حجم هذه المكتبة تذكر أن أغلب الكتب التراثية تقع في أكثر من مجلد مما يصل بمجلدات هذه الموسوعة إلى أكثر من عشرة آلاف كتاب، وبإمكانك تصفح هذه المكتبة عن طريق البرنامج الذي أعدت به، أو من خلال استخدام بعض التطبيقات التي أتاحتها لك، ومنها إخراج أي كتاب تختاره إلى صيغة كتاب اكتروني مستقل، أو نشره على شكل ملف نصي، وهذا الأخير يتيح لك تصفح الكتاب في أي جهاز حاسب غير مزود ببرنامج المكتبة الشاملة، وعليه فمن الطبيعي أيضاً أنه يتيح لك تصفحه في جهاز الجوال.

وبرنامج المكتبة الشاملة يتيح لك خيار الوصول إلى الكتاب حسب الفن الذي ألف به أو حسب ترتيب الحروف الهجائية لعنوانه، بالإضافة إلى خدمة البحث النصي في الكتاب أو في جميع كتب المكتبة الشاملة بالإضافة إلى خدمات بحثية متعددة.

2- الموسوعة العربية العالمية وحجمها لا يزيد عن 220 ميقا، وهي تشتمل على 30 مجلد و 17 ألف صفحة وبها 150 ألف مادة تعليمية و 20 ألف صورة ، وكل هذه المواد قابلة للنسخ والاستخدام في تطبيقات برمجية أخرى، وتتيح هذه الموسوعة لمستخدمها خدمة التصفح حسب الحروف الهجائية بالإضافة إلى خدمة البحث النصي.

3- ثمة عدد كبير من الكتب الحديثة والقديمة في كافة مجالات المعرفة متوفرة على الشبكة العنكبوتية، وهذه الكتب محفوظة على صيغة ( pdf ) أو وورد، ويمكن للمتعلم أن يستفيد من هذه الكتب في إثراء تحصيله الدراسي والثقافي، ومن أهم المواقع التي تقدم خدمة تنزيل وتحميل الكتب موقع المصطفى وموقع صيد الفوائد وموقع المكتبة العربية.