نذرت نفسي لمكافحـة الوبـاء الأصفـر بكل أشكـاله الكاتب المخضرم صالح السليمان يفتح قلبه

سهل ممتنع وقامة إعلامية سطرت حروفها بمداد من ذهب لما يقارب عقدين من الزمن .. هو الاستثناء إذا حضر وهو المثير عند الغياب، عملاق من عمالقة الصحافة السعودية ارتبط اسمه ولا يزال بزاويته الشهيرة (السهل الممتنع)..
التقيته في هذا الحوار الاستثنائي والذي يعد الأول له في عالم المطبوعات الرياضية فكان دامغ الحجة، قوي البرهان .. حاولت أن ألتقي هذا الاستثناء منذ سنوات ولكن الله أراد أن يكون ضيفي وضيفكم في عدد هذا الأسبوع الكاتب المخضرم والمثير للجدل صالح السليمان .. فإلى ثنايا هذا الحوار:

* لكلٍّ منا طريقته الخاصة بالتعريف بنفسه فكيف تحب أن تقدم نفسك للقارئ الكريم؟
ـ مسلم عربي سعودي.

* عرفناك من خلال الوسط الرياضي قامة إعلامية لا يشق لها غبار.. فهل لنا أن نعرف كيف كانت بدايتك الإعلامية والتي تمتد لسنوات طويلة؟
ـ بدأت من الجزيرة وفيها سأنتهي.

* يعتبرك الكثير من المتابعين للوسطين الرياضي والإعلامي أهم وأبرز الكتاب الهلاليين والذين قدّموا خدمات جليلة لهذا الكيان .. فهل هذا ما كنت تبحث عنه أم أنه واجب مهني يفرضه عليك عملك الإعلامي؟
ـ بل واجبي المهني تجاه رياضة بلدي وبحثاً عن مصلحتها .. ويتمثل واجبي في المساهمة والمحافظة على ثبات وبقاء النادي الأبرز والأكبر والاهم في الرياضة السعودية .. وكشف الحملات والمؤامرات التي تريد إسقاطه .. عندما كانوا يتندرون ويسمون (المنتخب) بالمنتخب الكحلي تأهل لكأس العالم .. وعندما تقلص عدد لاعبي الهلال بالمنتخب حتى لا يصبح «كحلياً» .. فشل في الوصول للمونديال.

* شخصيا أنا من المتابعين لكتاباتك في الزميلة (الجزيرة) وبشغف .. ولكن ألا تتفق معي في أن القارئ ربما يصاب بالملل بعض الشيء جراء طول مقالتك؟
ـ وآخرون يقولون انه غير كاف .. ويريدون أن اكتب نصف صفحة.

* يشاع عنك كثيرا أنك توظف مفردتك لخدمة عشقك الأزلي الهلال وعلى النقيض تماما تمارس إسقاطاتك المباشرة وغير المباشرة لمحاربة كل ما هو أصفر لونه ... أنت شخصيا ماذا تقول؟
ـ أنا أكافح الوباء الأصفر .. وليس اللون الأصفر.

*عدائيتك ضد نادي النصر سابقا والاتحاد حاليا يقول الكثير إنها هستيرية وأزلية كون هذين الناديين هما من ينافسان الهلال .. فهل تتفق مع مثل هذا القول؟
ـ أنا لا أعادي احداً ولا أريد هضم حقوق احد .. وربي يشهد بذلك، أنا اكشف المحاباة والدلال الذي يتمتع به الأصفران خصوصا اصفر الرياض هذا الفريق الذي أتعجب من هذا التمييز والمحاباة التي يتمتع بها منذ أكثر من ثلاثين عاما ولو رصدت هذه الوقائع والحالات والقرارات المتحيّزة له لأخرجت مجلدا ولو حظي فريق مكافح كالاتفاق بنصف هذه المجاملات والمحاباة لتضاعفت بطولاته ثلاث مرات وإعلام الأصفرين هو من يستفز الآخرين عندما ينال منهم ومن الأندية الأخرى محاولاً تحطيمها لتمهيد الطريق للأصفرين .. والزعيم كل الأندية تعتبر نفسها منافسة له.

* في السنوات الأخيرة ظهر جيل جديد من الكتاب الشباب والمبدعين في الوسط الإعلامي ولكن مع هذا تبقى لكتابات المخضرم (إن جاز لي التعبير) صالح السليمان رونق خاص .. فهل لي أن أعرف سبب هذا الصمود والثبات حتى الآن؟
ـ أعتني بالمقال ولا أرضى بأن يكون على طريقة السلق أو تعبئة الفراغ .. ولا أرسله للجريدة إلا إذا شعرت بأن القارئ سيجد فيه شيئا جديدا ومختلفاً .. وطبيعتي الاجتماعية ساعدتني على الثبات في كتابة المقال طوال 14 عاماً دون توقف عدا بعض الإيقافات الظالمة أو الإجازات.

* لك رأي خاص في مسألة المقارنات والأفضلية خصوصا فيما يخص النجمين الكبيرين سامي الجابر وماجد عبدالله .. فهل لنا أن نعرف رأيك بالنجمين الكبيرين ومن الأفضل ولماذا؟
ـ سبق أن قلت إن المقارنة بينهما لا تستقيم فهي كالمقارنة بين البرتقال والموز ماجد كبير الهدافين ومتخصص كرأس حربة تقليدي وضربات رأس وسرعة الانطلاق في المساحات المفتوحة ولكنه يصبح قليل الحيلة إذا وجد نفسه وسط مجموعة لاعبين ويفقد فاعليته وخطورته إذا توقف بالكرة وبدأ بتحريكها من الصفر؛ لأنه يعتمد على الانطلاق وتمرير الكرة له وسامي لاعب قيادي وشامل يحرك فريقا وأكثر مهارة يلعب في جميع مراكز الهجوم وصناعة الألعاب بنفس الكفاءة يهدف ويصنع ببراعة فائقة وصنع عشرات الأهداف في المنتخب وماجد من النادر أن تذكر هدفا صنعه وسامي ليس بارعا بضربات الرأس وماجد اخطر بالكرات الهوائية ولو أن سامي أطول بـ 5 سم لا أعتقد انه سيقارن بأي مهاجم آخر.

* أحد المتابعين للوسط الإعلامي أسرّ لي بمعلومة تخصك شخصيا وهي أنك طوال تاريخك لم تكتب مقالة واحدة يخلو اسم الهلال منها .. فهل إلى هذا الحد وصل بك العشق والهيام لهذا النادي الكبير؟
ـ الهلال يفرض نفسه حتى في مقالات مناوئة وخصومة والهلال دائما في قلب الحدث وطرف في معظم المناسبات الكبيرة .. وطبيعي ككاتب أسبوعي أن تتطرق له .. أردت أو لم ترد ويكفي أن خصوم الهلال اغلب مقالاتهم عنه.

* تحظى بجماهيرية طاغية ولكن مع هذا من المستحيل أن نرى صالح السليمان يظهر في إحدى الفضائيات شخصيا .. إلامَ تعزو السبب؟
ـ غزو الصحفيين للفضائيات لم يحدث إلا في السنوات الأخيرة مع انتشار القنوات وأنا أعيش الهزيع الأخير في كتاباتي الرياضية واعتقد أنه فاتت فرصة الظهور المثمر وليس الظهور لمجرد الظهور و«الترزز» وعلى كل حال كما يقولون «صاحب صنعتين كذاب» وأنا كاتب صحفي والثرثرة في الفضائيات تركناها للآخرين مع الاحترام للقلة منهم.

* ولكن هناك من يقول إنك كاتب من الطراز النادر ومتحدث غير جيد وهذا هو سبب عدم ظهورك في القنوات الفضائية .. فهل هذا صحيح؟
ـ أنا لم اظهر في أي لقاء تليفزيوني حتى يتضح هل أنا متحدث جيد أم لا .. لو لم أثق بقدرتي على التحدّث وحضور الحجة .. لم أكن سأتحدى شخصاً من خبراء الترزز التليفزيوني .. على مواجهتي في مناظرة تليفزيونية ولكنه هرب ولم يعد .. حتى تاريخه.

* أستاذ صالح .. الجميع يحترم العمل الاحترافي الذي تقدّمه الزميلة «الجزيرة» من خلال القسم الرياضي ولكن هناك من يعتب على بعض الكتاب وأنت أحدهم وذلك من خلال بعض الأوصاف التي تطلق على بعض الأشخاص كمفردة عميد الكذابين مثلا؟
ـ أنا انتقد الفعل ذاته وليس الشخص نفسه كأن أقول المعلومة كاذبة ولا أقول انه شخص كاذب ولكن المشكلة فيمن يمارس الكذب الصريح المكشوف دون أن يرفّ له جفن ويتهم الأبرياء لمجرد أن ميولهم لا تناسبه .. وعلى كل حال الجزيرة من أكثر الصحف توازناً مقارنة بغيرها فأي تجاوز قد يحدث فيها لا يساوي ولا حتى 1% مما يكتب في الصحافة الصفراء؟!

* على ذكر المفردة السابقة .. ما سبب الحرب الشعواء بينكم في الجزيرة وبين الكاتب الرياضي محمد الدويش؟ وما الجديد حول المناظرة التي كانت ستجمعك بالدويش؟
ـ لا توجد حرب ولكن هذا الشخص يريد خداع الناس أن الجزيرة تحاربه .. يريد منح نفسه أهمية وبطولات مزيفة فيزعم أن الجزيرة تطارد سعادته مستغلاً أن بعض القراء قد لا يتابع وقد لا يقرأ الجزيرة ليعرف أن هذا الشخص يعيش في عالم الأوهام وانه يبارز نفسه .. والمذكور لما صار يتشدق وانه تحدى ما سماه بالإعلام الهلالي عرضت عليه المناظرة فهرب.

* البرنامج الخليجي خط الستة ... كانت لك ملاحظات حياله حتى سميته بخط الفتنة .. فما الأسباب والمسببات؟
ـ سمّيته (خط الفتنة) وكنت أظن وقتها أني أبالغ وربما ظلمتهم .. ولكن اتضح فيما بعد أنه اسم على مسمى خصوصا بعد اعترافات احد أعضاء البرنامج عدنان جستنيه الذي فضح المستور وكشف أن النصر قام باحتواء البرنامج وانه يسير بخط مرسوم ومحدد وقال اسمه الصحيح (خط النصر) وهو برنامج هدفه إثارة البلبلة والمشاكل في الكرة السعودية عن طريق ضرب أكبر أنديتها بالأندية الأخرى .. بدليل أن البرنامج لا يناقش إلا السلبيات وأي إشكاليات في الرياضة السعودية ويضخّمها ويتجاهل الايجابيات.

* بعيداً عن الدبلوماسية متى سيكون الوسط الإعلامي بعيداً عن المهاترات والانقسامات ونظيفاً من الأحقاد والضغائن التي ولّدها التعصب وأسسها؟
ـ لن يكون بعيدا وسيستمر هكذا إلى ما شاء الله والى أن يصبح الهلال سرابا وبطولاته وهماً وشعبيته صفراً ونجومه ورقاً وقرنيته حلماً ويصبح نادي الهلال أثراً بعد عين .. هنا سيتخلى المتعصبون عن تعصّبهم.

* الملاحظ لكتاباتك يلمس عدم رضاك عن عمل القائمين على القناة الرياضية .. فكثيراً ما ألمحت إلى محاربتهم للهلال على الرغم من أن المشرف العام على القناة عضو شرف هلالي؟
ـ لوبي اصفر يستعمر البرامج الرياضية السعودية منذ 30 عاماً والمشكلة تفاقمت الآن؛ لأنهم استغلوا مظلة عضو شرف هلالي منحهم الثقة واستغلوا طيبته والمشكلة فيمن يعملون من وراء الكواليس من معدّين ومخرجين ومنسقين .. ومؤخرا قال جستنيه وهو من أعمدة الإعلام الأصفر إن النصراويين سيطروا على القنوات والبرامج الفضائية ويعملون بإستراتيجية خطيرة للسيطرة على الإعلام وشغلهم مرتب .. ناس يشتغلون في الظاهر وناس شغلها (تحتاني).

• في أوقات سابقة تطرقت إلى الزميل عيسى الجوكم من خلال عمله بوكالة الأنباء الفرنسية وعلى ما يبدو لي أن لك توجهاً ما حيال ما ينشره الزميل .. فهل لنا أن نعرف ما هو؟
ـ بالعكس الأستاذ عيسى الجوكم من أفضل الإعلاميين المهنيين ورغم ميوله للنصر لكنه رجل منصف حتى الهلال .. ولو وجد عدد من القيادات الصحفية مثل الجوكم لكان إعلامنا بخير.

* يقول الكثيرون إن سامي الجابر سيحطم كل ما بنته إدارة النادي الحالية من خلال حربه الشعواء على نجوم الفريق وما قصة محمد الدعيع ببعيد.. فماذا تقول حيال مثل هذا الكلام؟
ـ أبدا أنا كنت ممن اعتقد ذلك في بداية عمله، لكن ثبت انه يؤدي مهمات كبيرة ويؤدي مسئولياته بكفاءة عالية.

* كانت لك سابقة فريدة من بين كل الإعلاميين السعوديين ودشنت جوالك الخاص رسمياً في أعوام سابقة .. كيف تصف لنا هذه التجربة؟ وهل هناك إقبال على الاشتراك به؟
ـ بصراحة هي خطوة موفّقة وجريئة وفعلا أنا الوحيد من بين الإعلاميين لي جوال شخصي يبث لمشتركيه العديد من الأخبار الجريئة والحصرية وأبشرك أن الإقبال عليه فوق المتوقع.

* سؤالي ما قبل الأخير .. سأطرح عليك بعض الأسماء وأترك لك التعليق عن هذه الشخصيات بكل موضوعية وحيادية:

محمد العبدي
ـ أحد رواد الإعلام الرياضي وأول مدير تحرير للشئون الرياضية ويشرف على أقوى الأقسام الرياضية في الصحافة السعودية ولا احد ينكر أن رياضة الجزيرة .. هي محور الاهتمام والأكثر متابعة في الإعلام الرياضي والأكثر تأثيراً في الوسط الرياضي وهي الشغل الشاغل لبعض الصحف ولكن أتمنى من أبي مشعل استخدام نفوذه لنشر مقالة "ولادة على خط الـ 18" لأنها تآكلت في الأدراج.

عبدالله العجلان
ـ أستاذ الكتاب الرياضيين أسلوباً ومضموناً .. ورجل نادر في طيبته ودماثة أخلاقه.

خلف ملفي
ـ مهني على مستوى عال ويقدّم مادة صحفية حيادية جدا .. ولكن الوسط المتعصّب يحارب هذه النوعية .. وارجو ألا يجامل ويكون قوياً بالحق .. لأنهم دمغوه بالهلالية ولن يرضوا عنه أبدا .. مهما جامل وتنازل ..

عبدالعزيز شرقي
ـ رائد التعصّب الصحفي الرياضي مع فوزي خياط .. وواضع بذرته الأولى من خلال سيئ الذكر ملحق الملاعب ويختمها الآن بالنشرة الوافدة.

محمد الدويش
ـ ما اعرفه أن الشخص كلما تقدم في العمر صار أكثر عقلا ورزانة ونضجاً .. ولكن أن يكبر الواحد ويكبر «هباله» فهذا من العجب العجاب!!

سعود الصرامي
ـ الكذب يخجل مما يفعله هذا الشخص والشخص الذي قبله .. اقبل أن يكون لك رأي متعصب لكن أن تكون بضاعتك الكذب المكشوف والمتعمّد في مقالاتك ولقاءاتك التليفزيونية فهذا من العار والعيب ..

محمد البكيري
ـ مدير النشرة الوافدة ودليل قبحها وعارها أنه هو المدير.

بطاقة الضيف
الاسم: صالح السليمان الحناكي
تاريخ الميلاد : عندما هلّ عام 1385هـ كنت حياً يرزق.
المؤهل العلمي : ماجستير محاسبة
الحالة الاجتماعية : متزوج ولدي مجموعة من الأبناء
العمل حالياً: كنت في شركة الاتصالات وتم الانفصال بإحسان.