استوصوا في النساء خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم



المتأمل في حال أغلب الأزواج في هذا الزمن وخاصة منهم الشباب فيرى العجب العجاب من تقصيرهم في حقوق بيوتهم عامة وحقوق الزوجة خاصة فكما هو معروف فإن الزوجة بيدها أن تجعل بيتها جنة للزوج أو أن تجعله نار و جحيما عليه ولكن كيف يمكن أن يساهم الزوج بأن يجعل بيته جنة أو جحيم , فمتى ما كان الزوج يخاف الله ويتسم بالأخلاق الحميدة وحسن المعاملة مع زوجته وإخلاصه لها وإغراقها بكل ما هو جميل من كلام ودلال وعاطفة فجميع هذه الأسباب قوية لتجعل هذه الزوجة متيمة بحب زوجها وأنه هو فارس الأحلام الحقيقي وأنها لاتستطيع أن تعيش بدونه , ولكن للأسف فإن منظور كثير من الأزواج لهذا الكلام بأنه من خزعبلات القصص الخيالية والمسلسلات العاطفية وليس لها في الواقع أدني وجود , وأقول لهذا الزوج بأنك أعمى لاترى ولا تسمع إلا ما تريده فمعظم الأزواج يرون أن الزوجة مخلوقه لزوجها وتربية أبنائها وأنها مخلوق لاتحتاج إلى هذا الكلام من حب وعاطفة , ألم تعلم أيها المسكين بأن أغلب من يقعن فريسة للمعاكسات هو من سبب الكلام المعسول حتى ولو كانت متزوجة فما أن تسمع كلام جميل معسول من أي جهة أخرى فإنها تتمنى أن يزيد هذا الكلام حتى تغرق مسامعها من كلام طالما أرادت أن تسمعه من والديها وهي صغيرة وعندما فقدت الأمل بوالديها أتاها أمل الزوج الذي لا تتجاوز عاطفته عاطفة الوالدين وهي ماستنصدم به بعد الزواج , فتخيلوا بأن زوجه لم تسمع أي كلام جميل أو مديح من زوجها وتكون على هذه الحال مدة طويلة فيأتيها من يقول لها هذا الكلام بطريق المعاكسة وحتى نكون صادقين ليس جميع من حرمت هذا الكلام ستنساق إلى أي شخص تجد منه هذا الكلام فهناك نساء يخفن الله وهناك نساء لا يعنيها هذا الكلام بشيء , وقد كانت هناك دراسة تفسر أسباب الخيانة الزوجية وكان تصويت الجميع بأن الفراغ العاطفي هو السبب الرئيسي , لأن الزوج لا يكون في بيته إلا عند وقت النوم فبعد أن يأتي للعمل يخلد للنوم وبعد أن يستيقظ يذهب إلى أصدقائه إما في الاستراحة أو في مقهى أو في مكان غيره وهذا إذا لم يكن صاحب غزل فمن فتاه إلى فتاه وزوجته صفر على الشمال ألم يعلم هذا الغبي بأن الزوجة مخلوق تستحلها العاطفة بشكل كبير ألم يعلم ذلك الغبي بأن زوجته ربما يعترض طريقها أي شاب بكلام جميل فتنساق له وتحاول أن تملأ هذا الفراغ الذي بينها وبين زوجها ولو بجهة خارجية , فأود أن أقول في نهاية هذا الكلام للأزواج بأن كل واحد منكم راعي وأهل بيته رعية وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) (وقال الرسول صلى الله عليه وسلم إستوصوا في النساء خيرا) اللهم هب لنا من أزواجنا وذراتنا قرة أعين واجعل بيننا مودة ورحمة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
وتقبلوا تحياتي