مدونة الموقع ((رسائل إدارية ))

القبيلة في الحاضر تقع تحت أضواء الإعلام !, الإعلام هنا إما أن يكون واقعي حقيقي تتجلى فيه صورة النبل والطهارة , أو يكون إعلام مضلل , يهدف لإخفاء الحقيقة , وإظهار أفراد على حساب أفراد ! , تحمل المصالح والمداهنة به الشيء الكثير .

الحاضر هو إمتداد للماضي في الإرث التاريخي المكتسب والذي يجب أن يحافظ عليه ! أو يغطى على عيوبه وهفواته , لذا قد تجد تسطير إعلامي من الكذب الذي يعادل المفاعلات النووية في العالم مجتمعة !, من أجل التغطية والتستر على خلل أو _بصريح العبارة _ عيب تاريخي قد يتحتم عليه صراع معلن أو مبطن مع الآخر .

على الرغم من الأمر السلبي والتباعد بين الماضي والحاضر للقبيلة , لابد من ذكر نخبة في مجتمع القبيلة وهي نخبة تحمل قيم الأخوة والتكاتف والإجتماع , تعمل بشرف الهدف ونبله وطهره وإستقامته , في غالبها ترى أن للقبيلة دور في المجتمع يجب أن يحافظ عليه , وأيضا ينمى بصورة حضارية وفعالة للدين والوطن وليس القبيلة فحسب!.

تتفاوت في الحاضر النظرة للقبيلة , هناك نظرة تاريخية تتمثل بماضي كل شخص أو فخذ , وما تعنيه له القبيلة من حيث التمثيل ودرجة التأثير فيها , يحاول بسط التواجد والحضور وربط الإمتداد التاريخي من الماضي إلى الحاضر , طرف يحاول جاهدا صنع تواجدله في الحاضر, بغض النظر عن قوة التواجد في الماضي , يعتمد على منطلقات متعددة

منها : 1/ يرى في نفسه الكفاءة الذاتية علميا وفكريا .

2/ يرى في غيره عدم قدرته المحافظة على قوة التواجد المتغنى به في الماضي بوقته الحاضر .

3/ ضعف من حوله ممن لهم أحقية تمثيل القبيلة , يكون مغري له بشكل أو بآخر لمحاولة تقديم الذات بأي طريقة كانت .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .

الأحد 15/10 /1433هـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العظماء دائما أقل الناس حديثا وأكثرهم تأثيرا , في فقدهم يكثر الحديث والتأويل , وفي حضورهم تخرج أصوات الملايين من المحبين والمتأثرين و المعجبين , هكذا كان حال الأمير سعود الفيصل بعد تغريدة وزير خارجية البحرين والصور التي نقلها من خلال حسابه في تويتر .

نكمل الحديث عن القبيلة في الوقت الحاضر :

المجد في الماضي لا يكفي للتغني به ,مالم يكن مرهون بفعل على أرض الواقع, وتأثير ملموس يكون له صدى في مجتمع القبيلة , ومن السذاجة المطلقة ! الإفلاس الفكري والمعرفي والتغني بالإسم , فحينها يجد نفسه في مساحة من الغرور وجنون العظمة ,تتمحور حول الذات, تبدأ وتنتهي بالعبارة الشهيرة (( من أنتم ؟!))

التحولات والتغيرات التي تعيشها القبيلة في الوقت الحاضر ,ترتكز على الإعلام كما ذكرت سابقا , والإعلام المفتري المدلس , قد يجيد فن التلميع لكن لن يجيد فن ((االترقيع )) ! , الإعلام الواقعي الذي لا ينتقص من قيمة أحد وفي نفس الوقت لايبالغ في الوصف , هو إعلام حقيقي , يرتكز على المصداقية والثقة , ويكون محور اهتمام الجميع , من ناحية المتابعة وحتى التقليد .

القبيلة في الحاضر تعيش فترة الرخاء والإزدهار , حيث الدولة والأمن والأمان ورغد العيش , فمن الطبيعي أن يكون هناك نوعا من المفاخرة, سواء أكانت محمودة أو مذمومة .

وكما قلت المفاخرة تشمل الجميع ,من عراقة الماضي إلى صناعة الحاضر ,ويصحبها التمرد على القيم والعادات والموروث القبلي كما قلت سابقا .

سنتحدث في حديثنا القادم عن القبيلة في المستقبل .

ماكل غايب بالمخاليق مفقود
الا الذي محد يسد بمقامه

محدن مقام سعود يغني عن سعود
يالله ترده للوطن بالسلامة

الشاعر خلف المشعان العنزي

تصبحون على خير , سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

22/10/1433هـ

القبيلة في المستقبل .

القبيلة في المستقبل تأخذ أبعادا فكرية أكبر , بمعنى أن القبيلة الواحدة سوف تكون مزيحا من التوجهات الفكرية , نظرا لما نراه في عصرنا الحالي من التحزبات والتيارات الفكرية , دينية , ليبرالية , ديموقراطية ... الخ , فالقبيلة مستقبلا لايمكن كبح جماح فكر أبنائها , لأن أفراد القبيلة يكتسبون فكرهم وتوجههم من وسائل الإعلام المنفتحة على مصراعيها , فالقبيلة قد لاتعني الكثير في ظل توجه الإنسان الفكري , وإيمانه بسلوك ((وإيديولوجية )) معينة , يستسيغها من محيطه المتعدد, فقد يعاد تكوين القبائل مجددا وفق الفكر وتوجه الإنسان وتكون :

1_ قبائل الحق 2_ قبائل الضلال والنفاق , وهذا التكوين ليس قائما على نسب أو صلة , وإنما قائم على فكر وتوجه , فهناك الجماعات والطوائف , والأحزاب , وأصحاب الشعارات , وعليه يكون هذا التكوين القبلي الجديد .

وهذا لاينفي بتاتا خلو المجتمع من القبلية , أو ضياع هوية القبيلة في ظل عملية التحضر المستمرة , فالأحاديث النبوية دلت على تواجد القبائل لآخر الزمان , كقتال بني تميم للدجال , وإشادته صلى الله عليه وسلم بالقبائل القيسية , وغيرها من القبائل العربية التي ذكرت في الأحاديث النبوية .