قلة النوم تضعف الجهاز المناعي
[justify] قبل سنوات بعيدة كانت ساعة النوم تحل بعد أداء صلاة العشاء، ولم يكن هناك (سهارى) سوى العشاق والمرضى والمرابطين، حيث كان السهر مهمة شاقة وصعبة، فلا يسهر إلا من اضطر لذلك، غير أن الحال اليوم تبدل، فقد انقلبت الساعة البيولوجية لدى الكثير من العامة، وأضحى السهر عادة متأصلة فيهم، حتى برزت مؤخراً ظاهرة «المواصلة»، التي يتفاخر بها الشباب والشابات، الذين لا يرون في السهر أي مشكلة تستحق أن تؤرقهم.
وعن تأثير السهر على الجهاز المناعي، يؤكد د.باهمام أن الأبحاث الحديثة توضح أن السهر ونقص النوم قد ينتج عنه ضعف في الجهاز المناعي، وكذلك ضعف قدرة الخلايا المناعية على التعامل مع الأجسام الغريبة والميكروبات، ويعتقد المختصون أن نقص النوم يزيد من احتمالات الإصابة بنزلات البرد، وقد أثبتت دراسة علمية نشرت في مجلة أرشيفات الطب الباطني (يناير 2009) هذا الاعتقاد، فقد درس الباحثون عدد ساعات نوم 153 متطوعاً، لمدة أسبوعين متتاليين، بعد ذلك تم عزل المتطوعين في غرف خاصة، وتم تعريضهم لفيروس الزكام (Rhinovirus) عن طريق وضع نقط في الأنف، وخلال الخمسة الأيام التالية، راقب الباحثون ظهور أعراض الزكام عند المتطوعين، وكذلك قياس الأجسام المضادة ضد الفيروس في الدم، وزراعة إفرازات الأنف، مشيراً إلى أن النتائج أتت مثيرة جداً، حيث وجد الباحثون أن النوم لساعات أقل، يزيد احتمال الإصابة بالزكام، وأن الإصابة كانت أعلى بثلاث مرات، عند الذين ناموا أقل من سبع ساعات، مقارنة بالذين ناموا ثماني ساعات أو أكثر، موضحاً أن للسهر أضرارا صحية على الجهاز التنفسي والدوري، خاصةً عند المصابين بمشاكل التنفس المزمنة، فقد يزيد السهر من ظهور بعض الأعراض، وقد أظهرت الأبحاث أن توقف التنفس أثناء النوم، يؤدي إلى "الشخير"، وبالذات عند السهر أو الإجهاد، أما بالنسبة للقلب والجهاز الدوري، فإن بعض الدلائل تشير إلى أن السهر، قد يرفع ضغط الدم.
منقول من جريدة الرياض
[/justify]
|