عودة قائد ومنتخب جديد
من يتابع مباريات المنتخب السعودي الودية في الفترة الأخيرة واستفادته المثلى من أيام فيفا باختياره منتخبات عريقة كما حدث مع إسبانيا وأستراليا والأرجنتين والأورغواي يشعر بتطور طرق إعداده للبطولات التي كان الفشل فيها طريقا لمشاركات غير مرضية، في اللقاءين الأخيرين قدم المنتخب السعودي أداء جيدا، اللعب دون ضغوط في مواجهة ودية، في مقابل أجواء كروية دولية بمواجهة منتخب كبير في تاريخه وله بصمة في المونديال الأخير وسط تشجيع جماهير ملأت مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله بجدة طمأن إلى حد بعيد محبي المنتخب على مستقبله قبل كأس الخليج وكأس أمم آسيا، ربما عزا كثيرون ظهور "الأخضر" الجيد إلى عامل الحماس والتفاعل مع الجماهير وربما للجهد البدني الضعيف الذي أبداه المنتخب الضيف دون أن يكون عاكسا لتطور الأداء، وفكر الجهاز الفني ودقة اختياره للاعبين وانسجامهم، خسر المنتخب في مباريات ودية أمام منتخبات متواضعة في تاريخها وإنجازاتها مثل جورجيا ومولدوفا استقبل فيهما ستة أهداف إضافة لثلاثة من أستراليا في مواجهة انتهت 23، المنتخب يتحول من فريق يبحث عن نفسه بعد مراحل صعبة لتغيير جيل وولادة جيل جديد ساهم في تأخر بلورته سوء تعامل اتحاد القدم منذ سنوات مع المنتخب والنجوم، وعدم التوفيق في اختيار أجهزة فنية تتمتع بالخبرة والكفاءة، فضلا عن هبوط أداء لاعبين أفل نجمهم وظلت مجاملتهم على حساب المصلحة العامة.
اليوم المنتخب السعودي قد لا يقوده المدرب المناسب، قد لا تكون اختياراته جميعها صحيحة، ربما افتقدنا لأسماء تستحق ارتداء الشعار غضّ لوبيز كارو الطرف عنها، وأخرى وجدت نفسها ضمن 11 لاعبا يمثلون "الأخضر" وهي اختلافات قابلة للنقاش، لا يكاد منتخب تخلو تشكيلته من نقد، قبل كأس العالم كل المنتخبات طرح الإعلام تساؤلات حول قوائمها، المهم أن المنتخب ودع المجاملات، وتوجه الاختيار نحو النجوم الأكثر حركة وحماسا وإخلاصا في الميدان، وحين نلتقي منتخب لبنان غداً "الثلاثاء" لابد أن يحافظ اللاعبون على ما وصلوا إليه والمكتسبات التي خرجوا بها من مواجهة الأورغواي، من الأهمية بمكان الثبات على أداء فني مع معالجة الأخطاء حتى يمكن تعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم، وثقة الجماهير بمنتخب بلدها، الحضور الكبير في استاد "الجوهرة" لدعم نجوم المنتخب أشعرنا بأن الخلافات الإعلامية والجماهيرية والتعصب في مواقع التواصل الاجتماعي عند الحديث حول المنتخب لا يلقي له عشاق "الأخضر" الحقيقيون بالا، فقد كان تواجدهم في المدرجات يعكس مدى حبهم لوطنهم، ومشرفا يليق بالمفخرة الرياضية التي احتضنت اللقاء، كان منظرا جميلا مشاهدة نجوم المنتخب الضيف يلتقطون صورا تذكارية قبل اللقاء، أما اللقطة الأكثر تأثيرا فكانت لحسين عبدالغني الذي جذب الأنظار وهو على دكة البدلاء، عشرات المصورين تركوا الميدان وتوجهوا لنجم كبير عاد للمنتخب، بعد أن قاد النصر ببراعة لإحراز لقبي الدوري وكأس ولي العهد، فضلا عن موهبته فهو مخلص مكافح ومنضبط يستحق هذا التقدير الخاص الذي لفت كل الأنظار.
|