07-Jul-2010, 10:08 AM | #1 |
عضو فعال
|
قصة العابد وراعي الغنم
يحكى أن أحد العباد الزاهدين، صلى وقرأ القرآن الكريم ونام بعد طول تعبد وصلاة، فرأى في منامه راعياً رث الثياب، وجهه مغبر، يمشي حافياً وقد شد وسطه بخيط صوف، وهو يحرك عصاه الطويلة على غنمه.
وسمع وهو ما يزال مستمراً في منامه صوتاً يناديه: لا تستخف بهذا الرجل، ولا تستصغر شأنه، فقد رضي الله عنه، وكتب له الجنة، ورآى نفسه في منامه يسرع إلى الراعي ويأخذ يده ويقبلها. نهض العابد صباحاً، وتذكر ما رآه في منامه، واستعاد صورة الرجل وملامحه، وقال: قد يكون حلمي هذا رؤيا حقيقية صادقة أراني إياها الله سبحانه وتعالى لأتدبر وأفكر. وعندئذ فكر وقال لنفسه: علي أن أتأكد إن كان مثل هذا الراعي موجوداً حقاً، حمل العابد زوادة طعامه وعصاه وعباءته، وخرج يبحث عن ذلك الراعي، ويسأل من يصادفه في الطريق عنه، كان يتخيله مثلما يصف إنساناً عاش معه طويلاً. وذات يوم أقبل على كوخ منعزل في واد قاحل بين تلتين، فاستقبلته امرأة، وفرشت له في مكان الضيوف من البيت، ولما طلب ماء ليتوضأ، اعتذرت المرأة وقالت: ليس لدينا الآن إلا ماء قليل للشرب، فتيمم العابد صعيداً طيباً، وقال للمرأة : حان وقت صلاة الظهر، وسأصلي أنا.. فابتعدت المرأة إلى داخل البيت، لكنها لم تغب إلا قليلاً، ثم عادت، فتعجب العابد من سرعة أدائها لصلاتها إن كانت قد صلت، واستمر العابد يصلي والمرأة تختلس النظر إليه مدهوشة من طول قيامه وسجوده في صلاته، ومن الكلام الكثير الذي كان يتمتم به في صلاته. وعند المساء خرجت المرأة تستقبل زوجها العائد من قطيعة، ورآه العابد وتعجب كثيراً، لقد كان الراعي نفسه الذي رآه في الحلم، وارتاح العابد، فقد وصل إلى غايته، وسيرى كيف سيصلي هذا الرجل وبماذا يعبد ربه حتى استحق الجنة جزاء، هذا الراعي الذي لابد أن تكون صلاته متصلة ربما الليل بطوله، وكيف يعبد ربه تعالى، وماذا يفعل في عبادته تلك. حان وقت صلاة المغرب، فأسرع الرجل يصلي قرب العابد، لكنه لم يبد عليه أنه وعى وانتبه لما كان يقوله، فلم يكد ينوي ويتوجه ويقعد ويقوم عدة مرات سريعاً، حتى أنهى صلاته، عندها مسح وجهه بكفيه، وصلى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم عدة مرات، وجلس ينتظر انتهاء العابد من صلاته التي رآها طالت كثيراً. أما العابد فتعجب كثيرا، فأية صلاة هذه التي صلاها هذا الراعي وزاد هذا الأمر من رغبته في معرفة سر رضا الله عنه، أمضى العابد ثلاثة أيام ضيفاً على الرجل وزوجته، لكنه لم ير أو يسمع منه غير حمده الدائم لله، وشكره على كل شيء، وغير تلك الصلاة السريعة، فحار في أمره. وقبل أن يغادر العابد بيت الراعي أيقن أنه لا يعطي صلاته حقها، وليست له عبادة أخرى، حتى إنه لا يعرف من القرآن الكريم أكثر من قصار السور يؤدي بها الصلاة، فدنا منه وسأله: أرجوك أخبرني: ماذا فعلت حتى استحققت رضا الله سبحانه وتعالى، وقص عليه ما كان قد رآه في رؤياه. ضحك الرجل بقوة، وقال: لم أفعل شيئاً، لكنني بعد أن أخبرتني الآن، سأهتم أكثر بصلاتي وعبادتي، وسأعبد الله مثلما تعبده أنت. رد العابد في حيرة: اسمع.. لقد رأيتك في المنام، وأنت من أهل الجنة، فأرجوك أخبرني ماذا فعلت في حياتك، وكيف استحققت رضا الله سبحانه وتعالى عنك وعن أي عمل أثابك الله الجنة، فأنت لا تزيد في صلاتك عن أي مصل في أي مكان. أطرق الراعي يفكر، وبدا كأنه يتذكر شيئاً الآن، ثم أخذ يتمتم به لنفسه، ثم رفع رأسه باهتمام وقال: اسمع أيها العابد.. قبل شهر كنت أسعى تائهاً في صحراء لا نبت فيها ولا ماء، وكنت عطشاً جدا، حتى أنني أخذت أبحث في المكان، وأسعى راكضاً وراء السراب، وأنا أدعو الله أن أعثر على ماء، وإلا فإنني سأموت عطشاً وتدفنني الرمال. وفي هذه الأثناء سمعت صوت لهاث، فأسرعت إليه، ورأيت كلباً يقف عند فوهة بئر، كان يحوم عليه ويدور حوله، وعطشه يحرق أمعاءه، لكنه لا يقدر أن يصل إلى الماء في داخل البئر، فرق قلبي له، وعطفت عليه، فأسرعت إلى البئر، وأمسكت طرف عباءتي، وأنزلتها إلى قاع البئر، حتى إذا ابتلت وتشبعت بالماء، رفعتها وعصرتها في فم الكلب، وظللت أعيد هذا العمل حتى ارتوي الكلب ووقف إلى جانبي، ثم أخذت الماء بالطريقة نفسها حتى ارتويت، وأسرعت أبتعد، لكن الكلب لم يبتعد عني، لقد لازمني، وها هو ذا يلتصق بي، ويخرج معي كل يوم ولا يفارقني إلا حين أذهب للنوم. وعجب العابد مما سمع وقال: سبحان الله العظيم .. حقاً إن عمل الخير بصدق وإخلاص .. خير وأفضل عند الله من عبادة أعوام. |
|
07-Jul-2010, 08:00 PM | #2 |
مراقبة عامة |
جزاكـ الله خير الجزاء
قصه رائعه جدا وفيها من العبر الكثير مثل احسان الله تعالى له والزياده بسبب احسان الراعي على الكلب الرحمة والاحسان تكون أيضا للبهائم الهمه العاليه وطلب المعالي من الأمور عدم استحقار أحد وأخير شكرا لكـ على القصه |
|
09-Jul-2010, 12:45 PM | #3 |
عضو مميز
|
سبحان الله قصص كثيرهـ رويت عن الإحسان
وكثيراً ماغفر لهم الله والآن نقدر نحسن مثل دائماً وأنت ماشي مع الخط تجد لكـ واحد يأشر بهالشمس الظهر يبيكـ توصله بطريقكـ الي انت رايح عليه كثير من الناس مايوقف الا القليل منهم سبحان الله أخوي أشكركـ على هذهـ القصة التي تحمل العبرهـ تقبل تحياتي وشكراً |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 0 | |
عفوا لا توجد أسماء للعرض. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مدرب عمان (لوجوين): لا بد من طرد العابد ..وسأفاجئ السعوديين ببديلي كانو وحديد | طـارق المهيمزي | ◄ منتدى الرياضه والشباب ► | 2 | 15-Nov-2011 02:39 PM |
بين العابد والمجنون؟؟؟!!!! | الليل | ◄ المنتدى الإسلامي ► | 7 | 11-May-2011 03:52 PM |
بحرالحياه إن صرت ماتعـرف العوم.. يرميك في غبه بعيده مداها.. | معلم فكر | ◄ منتدى عيون الشــعر ► | 12 | 08-Sep-2010 08:00 AM |
في بيت ماحطولة ابواب وسوار:ذراه من صوف الغنم ينسجونة | بندرالمهيمزي | ◄ منتدى الإبـل القنص والرحلات البريه ► | 5 | 10-Aug-2010 05:37 PM |
حكمة راعي الغنم التي زوجته بنت شيخ القبيلة | أبو سامي المهيمزي | ◄ منتدى القصص والثـقافة ► | 2 | 21-Oct-2009 08:01 AM |