آل مشوط الناجي من كارثة عبارة السلام يروي الموقف الوطني للأمير محمد بن نايف

كتب (محمد آل مشوط )-



تريدون قتل من ؟
تريدون قتل رجل الوقفات المشهودة مع كثير من القصص الإنسانية
تريدون قتل رجل الوطن الذي لا يقيده عمل ما في المساهمة في أي شيء يتعلق بابن هذا الوطن أو يتعلق بمصلحة هذا الوطن
تريدون قتل اليد البيضاء التي مدت حتى إلى ثعابين الفكر الضال
تريدون قتل القلب الطيب الذي لا يعرف حدودا في تعامله مع الناس فتجده يقبل رأس الصغير قبل الكبير ويستقبل العدو كأصحاب الفكر الضال قبل محبيه من عامة الناس فلا يعرف كره أحد ويجيد حب كل أحد .
تريد قتل العين الساهرة التي سهرت كثيرا من أجل تنام العيون الأخرى في يمن وسلام.
تريدون قتل الشخصية الأمنية العالمية التي أشاد بها كثير من المحللين العالمين في مواجهة الإرهاب .
تريدون قتل من حفر حبه في قلوب الناس .
إذن فاقتلوا الناس جميعا
فصنيعه وأفعاله المشهودة تحفر حبه في قلوبنا وتجعلنا ندمع فرحا لسلامته وندمع حزنا على أن يعكر عليه أحدا صومه فضلا على أن يحاول أن يؤذيه
و لعلي من الذين تعاملوا مع سموه الكريم وذلك إثناء كارثة عبارة السلام المنكوبة حينذاك ونحن نهيم على وجوهنا بل أن بعضنا أسير لبلاط الممرات بعد أن عجز أعضاء السفارة السعودية هناك في تدارك الموقف في ظل كبر الكارثة ، المهم بعد أن انتقلت من محافظة الغردقة إلى محافظة سفاجا بملابس الغرق وفي وضع مزري جدا وكنت حينها ابحث عن رفيق الرحلة ابن العم سعود المعاوي وفجأة وإذا بأحد موظفي السفارة يشير إلي بجهاز الجوال ويطلب مني أن أكلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ، ولعلي أذكر بعض من هذه المكالمة حيث : قال الأمير سلامات ما تشوفون باس قلت : يا طويل العمر الوضع مزري البنات ماتوا أهلهم وهم معنا ونحن رمانا البحر من دون شيء والأطفال يبكون والبنات يصرخون ، قال : أبشر بالخير وحنا معكم الوضع سيتغير خلال لحظات أعطني اللي حولك من الناجين ، وأخذ يكلمهم سموه واحدا تلو الأخر حتى الأطفال ،محاولة من سموه في تهدئتهم ولم يخشى من جزع الناجين والمرضى وكنا نسمع حديثه حيث كان الهاتف على المكبر فكان يتبادل معهم أطراف الحديث بكل أبوه وبكل عطف .
وما هي إلا ساعة إلا ونحن في قرية سياحية كاملة لنا ، وبطائرة نقل ركاب خاصة وطائرة إخلاء طبي وبمتابعة مستمرة من سموه إلى أن وصل كلا منا إلى منزله في المملكة بالاتصال والمتابعة منه شخصيا ومن قبل رجال الداخلية .
يخبرني أحد الأشخاص وهو ضمن الفريق الذي شكل سموه أثناء الكارثة
أن الأمير محمد بن نايف كان معهم ساعة بساعة لمدة32 ساعة متواصلة بل أن طائرة الإخلاء هو الذي تولى تنسيقها بنفسه ، حيث قال لا يوجد وقت لكي نخاطب أو نبعث فاكسات للجهات المعنية (فأبناؤنا هناك لا نستطيع أن تركهم وحدهم ). ويخبرني أيضا أن سموه وضع رقم جواله الشخصي عندهم لإيفاده بالجديد أولا بأول بل أنه يقول في حين عدم ردي ابعثوا لي برسالة ولو بنجاة واحد ، وحينما طلب من سموه أحد الضباط بأن يستريح وأن ينام قليلا ، قال : لن أستريح وأرتاح لنوم حتى يتم نقل كل السعوديين إلى المملكة .
-لن نترك أبناؤنا وحدهم عبارة تأثرت بها كثيرا لأنها من القلب للقلب وهانحن نقولها لك لن نتركك وحدك والله يشهد لن نتركك وحدك نحن معك-
هذا جزء من كل وقطرة من بحر من وقفات سموه المشرفة لكل مواطن سعودي .
نحمد الله على سلامته ونهنأ أنفسنا على سلامته للشعب والوطن .

محمد آل مشوط
محرر صحيفة عكاظ بمحافظة بيشة
وأحد الناجين من عبارة السلام