ع ــــــــــــالمـــــي انــاـا ...

هما إثنان في نفس المرحلة العمرية

وكلاهما أيتام بلا أم ولا أب

وكلاهما أيضا خريجان

ولكن الأول خريج كلية الهندسة
والأخر خريج سجون

نظرة تأملية بسيطة نجدها في هذان الشخصان

تربطهما علاقة جيده ببعضهما البعض

وعند الرجوع إلى ماضيهم

نجد أنها لحظة هي من جعلت هذان الشخصان يبدوان على ماهما عليه وهي من حكمت مصيرهم

هربا سوية من دار الايتام ولكن تفرقا في منعطف ولم يعلم احدهما عن الاخر شيئا

الأول اصطدم بإمرأة أعمال وأم لولدين وماكان منها بعد أن رأت حالته إلا أن أخذته وتكفلت برعايته والاهتمام به حتى وصل إلى ماهو عليه وأصبح له مستقبل رائع في كرة القدم أيضا..

الثاني لم يجد مكان يذهب إليه فألتجأ إلى كرسي صغيرليختبئ تحته من برودة الشتاء القارس وغفى غفوة ليستيقظ بعدها على طلق ناري وهجوم عصابات المخدرات وماكان من احدهم إلا أن أخذه تحت تهديد السلاح كي يعمل معهم وأصبح بعدها من المروجين المتعاطين للمخدرات..

لحظة عطف وحنان جعلت منه مهندس ولاعب كرة متميز...
ولحظة قسوة وعنف جعلت منه مجرما ومروج ومتعاطي...


وقفة

لانستهين أبدا باللحظات البسيطة لأنها قد تحتم علينا مستقبلا كاملا نعيشه بسبب لحظة

إما أن نصبح بعدها متميزين
أو نصبح لاشيء...

ورب كلمة نقولها ولانلقي لها بالا...تجعل من الوحش المفترس إنسان مبدع ...