مانشستر سيتي والشيخ منصور .. نجاح له أكثر من معنى!
بعد غيبة تزيد عن أربعة عقود، نجح مانشستر سيتي ، في أن يشق طريقه للتتويج بثالث لقب في تاريخه مع الدوري الانجليزي الاقوى في العالم . تغلب السيتي على مانشستر يونايتد في ديربي مدينة مانشستر كان حاسماً، وأرغم الايطالي مانشيني فريق السير فيرجسون على التلعثم والتعثر امامه للمرة الثانية في الموسم ، وفشل في رد اعتباره من الخسارة الثقيلة جدا في الدور الاولي (6/1) ، وخسر للمرة الثانية ، ليتساوى الفريقان في النقاط ، مع تفوق السيتي الكبير في فارق الاهداف، وراهن البعض ، على إمكانية تعثر السيتي في الاسبوع قبل الأخير امام نيوكاسل الذي كان يمر بواحد من أفضل مواسمه ، ولكن نجوم السيتي ، أثبتوا أنهم قادرون على التشبث بالفرصة في الامتار الاخيرة من أكثر دوريات العالم إثارة ومنافسة وندية، وفازوا بجدارة .
** وفي الاسبوع الختامي وفي مباراة بالغة الصعوبة ، عبر فريق المان سيتي خط النهاية بنجاح درامي مثير ، حيث تخطي كوينز بارك رينجرز المقاتل الشرس ، والذي كان يلعب مباراة العمر وكان متقدماَ 2/1 حتى الدقيقة 91 في مباراة مجنونة ، ليخطف دزيكو هدف التعادل ثم يخطف القناص أجويرو هدف التتويج قبل أن تنتهي الدقيقة 94 .. نعم اهتز لاعبو السيتي وتوتروا ، وقبلوا هدفين في مرماهم نتيجة الارتباك والعصبية ولكنهم تماسكوا ، وحققوا توقعي لهم وحسن ظني بهم وحسن ظن جماهيرهم ومشجعيهم الذين سيتضاعفون في كل أنحاء العالم بعد هذا التتويج الذي لم يحدث منذ 44 عاماً ، لقد قلت من قبل أن لاعبي السيتي مؤهلون للتتويج خاصة أنهم سيلعبون المباراة الاخيرة امام كوينز بارك رينجرز على ملعبهم ، وتحفظت بأنهم ليس أخطر عليهم من أنفسهم ، في الشعور بثقة زائدة او بيع جلد الدب قبل صيده، أو الاحتفال باللقب قبل ضمانه بالفعل ، وأختتمت بأن الكرة في ملعب مانشيني والادارة المحترفة للنادي، وأخيرا لقد أحسنوا التصرف والتسجيل في مرمى الدوري الانجليزي ، ليحصلوا عليه بعد هذا الغياب الطويل جدا جدا ، ولكنه عاد أخيراً ، بفضل رأس المال العربي والفكر والادارة والتخطيط العربي .. ألف مبروك للشيخ منصور بن زايد نائب رئيس وزراء الامارات ومالك مانشسترسيتي ، الرجل العربي الذي أثبت أن شراءه واستثمار أمواله في امتلاك المان سيتي ، لم يكن قراراً متسرعاَ وسعياَ للافتخار والمباهاة و" المنظرة"، بل كان قرارا حكيماَ مدروسا ، نجح خلاله في العام الثالث فقط في انتزاع لقب الدوري الانجليزي - أقوى دوري في العالم - وإهداءه لمحبي وجماهير السيتي في انجلترا وجميع أنحاء العالم العربي
** لقد إختتمت مقالي السابق تحت عنوان (موسم التغيير وعودة الابطال .. تهنئة للريال واليوفي .. وعقبال السيتي ) بالقول : " وأظن ان الفريق في حاجة للتركيز ولعب مباراة كوينز بروح مباريات الكؤوس ، لضمان الفوز والتتويج ، ليهدوا الشيخ منصور بن زايد ، ثمرة تعبه ووإنفاقه وثقته في النجاح ، مع هذا الفريق الذي كان مغمورا ،قبل عدة سنوات ، ولكنه الان ، وبعد انتقال ملكيته للشيخ منصور، أصبح محظوظاً ، ومحسوداً، ويُخترع من أجله قانون الشفافية المالية في اتحاد الكرة الاوروبي ، لضمان عدم ضخ المزيد من الاموال في النادي من أجل إعادة صناعته عملاقا في سماء الكرة الانجليزية ، ولكن الذين أصابهم الغيظ والحسد ، ولم يشتكوا من إغداق الاموال ، حينما كان مصدرها من مليونيرات من روسيا او تايلاند او أمريكا ، وانفجر الحقد في قلوبهم من ضخ المال العربي في نادي مانشستر سيتي ، ماذا سيقولون الآن ، وقد اقترب السيتي من لحظة التتويج التي نتمنى أن تتم ، ليسعد العرب جميعا بهذا النجاح في الدوري الانجليزي ونتمنى أن تكون تلك بداية لنجاح عربي آخر في الدوري الاسباني او الفرنسي ! ".
** فرحتي الكبيرة إذن للسيتي ، ليست لميلي إليه أو لتشجيعي له ، لإنني محايد ولا أنتمي إلا لمنتخب مصر بلدي فقط ، وفرحتي ليست نفاقاَ او تطبيلاً للشيخ منصور ، وهو ليس في حاجة إلى مدحي ، ولكن فرحتي عربية خالصة لنجاح رجل وإنسان عربي في إثبات قيمة وأهمية العرب الذي أدخلوا السعادة على جماهير إنجليزية كبيرة كانت محرومة من الفرحة لفترة تقترب من نصف قرن ..و أرجو أخيرا ان تدرك الصحافة والاعلام الإنجليزي ، حكمة إدارة رأس المال العربي في طفرة المان سيتي ونجاحه الكبير .. وبإذن الله يتحقق النجاح لكل العرب في كل المجالات وفي الرياضة والكرة العالمية ، وأيضا للاندية التي يمتلكها ويدعمها رأس المال العربي في انجلترا واسبانيا وفرنسا.
|